"أتحدى أيّ شخص يقول إن الجزائر في حالة تقشّف" يتميّز بحضور قوي وأخلاق عالية، يشغل منصب رئيس القسم الاقتصادي في تلفزيون "النهار"، يريد دائما أن يكون عمله متميزا من خلال استضافة أسماء ثقيلة في عالم الاقتصاد، هو الإعلامي في تلفزيون "النهار" ياسين باباسي... ياسين باباسي، أنت من بين الإعلاميين المتخصصين في الإقتصاد، كيف كانت بداية تجربتك في هذا المجال؟ نعم، كانت لي ميولات اقتصادية كبيرة، وكنت دائما أريد أن أتخصص في هذا المجال، وهذا ما تم، حيث استطعت تحقيق حلمي في قناة "النهار" التي فتحت لي ذراعيها ووضعت ثقة كبيرة في. كيف دخلت إلى قناة "النهار"؟ التحاقي بقناة "النهار" كان بصفة عادية جدا، حيث كنت كل أسبوع أرسل سيرتي الذاتية، وبعد قبولي، تمّ استدعائي لإجراء المقابلة التي كانت مع "خالد بن سالم" و"سامي سي يوسف"، والحمد لله قُبلت وشرعت بعدها مباشرة في العمل. هل دخلت مباشرة إلى القسم الإقتصادي؟ لا، في البداية كنت أقدّم برنامج "صريح جدا" مع تغطية كل المواضيع الاجتماعية، وكنت من بين الصحافيين الذين يكلفون بتغطيات خارج الولايات، وهذا ما منحني ثقة كبيرة، إضافة إلى الغوص في مشاكل المواطنين في مختلف مناطق الوطن. كيف انتقلت إلى القسم الاقتصادي؟ في إحدى المرات عقدنا اجتماعا نحن الصحافيون مع مدير مجمّع "النهار"، السيد "أنيس رحماني" ومسؤولة النشر في جريدة "النهار" السيدة "سعاد عزوز"، وأثناء الإجتماع، طلبا مني التكفل بالأخبار الاقتصادية، وأصارحك القول أن التحاقي بقسم الإقتصاد هو ما كنت أبحث عنه دائما، حيث أن كل المواضيع التي أطرحها اقتصادية بالدرجة الأولى، والحمد لله تمكنت خلال التحاقي بهذا القسم من تكوين علاقات طيّبة بخبراء ورجال أعمال. بما أنك رئيس قسم الاقتصاد في تلفزيون "النهار" وتهتم بالشأن الإقتصادي، ما رأيك في الوضع الإقتصادي بالجزائر؟ الوضع الإقتصادي في الجزائر يكتنفه الغموض، بسبب غياب المعلومة "الصحيحة" من قبل المسؤولين والحكومة حول الوضعية الاقتصادية الحقيقية للبلاد، فالبعض يقول إن الوضعية مريحة، والآخر يقول إن الوضعية مقلقة، وقد أدى هذا الأمر إلى "الفوضى". قلت أنك التقيت بالعديد من رجال الأعمال والمستثمرين، إلى أي مدى مسّتهم الأزمة الإقتصادية؟ معظم رجال الأعمال الذين التقيت بهم لمست فيهم نوعا من التشاؤم، لأن الحكومة تتكلم عن شيء والميدان فيه شيء آخر مغاير تماما، كما أن الجزائر تملك العديد من رجال الأعمال الذين يريدون الإستثمار، لكن لم يجدوا الأرض الخصبة لاستثماراتهم. مع بداية سنة 2016 أصبح الكثير من المواطنين يرددون كلمة "تقشف"، في رأيك هل الجزائر في حالة "تقشف"؟ أتحدى أي شخص يقول إن الجزائر دخلت مرحلة "التقشف"، فالحمد لله هناك عمل، ومعدل البطالة منخفض، كما أن كل الناس يأكلون ويلبسون ولا وجود لاسم "التقشف" إلا في مخيلة البعض. كان تلفزيون "النهار" أول من أجرى حوارا مع رجل الأعمال اسعد ربراب، كيف أقنعته بإجراء الحوار؟ أتذكر أن المدير العام لمجمّع "النهار" السيد "أنيس رحماني" اتصل بي، وقال لي إني مكلف بتغطية نشاط منتدى المؤسسات في باريس، وبعدها قمت بتحضير نفسي وحقيبتي، وعند وصولي إلى باريس، اطلعت على رجال الأعمال الذين سيحضرون، وكان من بين الأسماء "اسعد ربراب"، وفي تلك اللحظة قررت إجراء حوار معه. هل قبل إجراء الحوار مباشرة؟ لا، عند انتهاء أشغال المنتدى رأيت عددا كبيرا من الشخصيات تتجه نحو "ربراب" للظفر برقم هاتفه، وانتظرت لدقائق لأنفرد به، وبعدها قلت له أنا صحافي من تلفزيون "النهار" وأريد إجراء حوارا معك. بماذا أجابك؟ قال لي إن المجهودات التي تقومون بها على مستوى تلفزيون "النهار" تعجبني وأشكركم على الدعوة، لكن لا أستطيع إجراء الحوار. إذن رفض في البداية؟ نعم، لكن بعد ذلك تحايلت عليه وقلت له:"إذا لم أجري معك حوارا فسيطردونني من قناة النهار وأنت تعرف مدير المجمّع "أنيس رحماني" عندما يكلفنا بمهمة يجب أن نقوم بها"، كما قلت له:"إذا تم طردي من القناة فسأصبح بطّالا ولن أجد المال من أجل إعانة عائلتي". وهل قبل بعد ذلك؟ نعم، لقد تأثر كثيرا وقال لي:"حاضر.. إنتظرني في هذا المكان وسأعود على الساعة السادسة من أجل إجراء الحوار"، وبعدها طلب من البروتوكول أخذ رقمي وبالفعل على الساعة 18:00جاء إلى قاعة المحاضرات وأجريت حوارا معه. من هم رجال الأعمال الذين تريد أن تحاورهم؟ أريد محاورة أربع شخصيات وهي علي حداد رئيس منتدى المؤسسات، وزير الصناعة عبد السلام بوشوارب، رجل الأعمال "كارلوس غونسن" الذي يملك "رونو"، و"وليد ابن طلال". لماذا لم تتمكن من محاورة علي حداد؟ في الحقيقة منذ 6 أشهر وأنا أحاول إقناعه بإجراء الحوار، إلا أنه في كل مرة يقول لي:"لست جاهزا لإجراء الحوار" ، وحسب المعلومات التي لدي، فإن علي حداد يخضع لتكوين من أجل تعلم اللغة العربية. لقد تعرضت إلى وعكة صحية، حدثنا عن تلك الفترة؟ نعم، كانت ظروفي الصحية خطيرة جدا، حيث فقدت الشهية في الأكل وحدّة السعال زادت، وكنت عندما أزور الأطباء يقولون لي إنني بخير، لكن بعدها اكتشفت الكارثة. لماذا، هل أصبت بمرض ما؟ لقد اكتشف الأطباء أنني مريض بمرض السل "التوباركيلوز"، وهنا أريد شكر المدير العام لمجمّع "النهار" السيد "أنيس رحماني" الذي ساعدني كثيرا على تخطي هذه الأزمة، واليوم الحمد لله أنا في صحة جيدة.