واصلت، إلى غاية ساعات متأخرة من ليلة أمس، محكمة الجنايات بسكيكدة النظر في قضية بدت تفاصيلها أغرب من الخيال وعبارة عن رواية هتشكوكية من حيث خطورة وصفها الجنائي، حادثة هزت وقائعها كيان المجتمع المحلي في رمضان جمال والرأي العام في ولاية سكيكدة، راح ضحيتها خمسيني تمت تصفيته بطريقة وحشية قبل تقطيع جسمه ودفنه، بطلتها امرأة تدعى «ب.ن» البالغة من العمر 49 سنة، تجمعها علاقات مشبوهة مع 3 رجال، بداية من الضحية وهو طليقها الذي تقيم معه بعدما ارتبطا مجددا -حسبها- بالفاتحة، إذ تجردت من إنسانيتها رفقة شريكيها أحدهما عشيقها وهو المتهم «ب.ص» المدعو «نبيل» البالغ من العمر 58 سنة، والثاني زوجها بالفاتحة أيضا، وهو المتهم «ب.أ» 58 سنة، بعد أن تابعتهم غرفة الاتهام بمجلس قضاء سكيكدة بجناية تكوين جماعة أشرار بغرض ارتكاب جناية وجناية القتل العمدي باستعمال العنف وارتكاب أفعال وحشية مع سبق الإصرار والترصد لجميع المتهمين. ادعت سفره للعمل في الجنوب لإبعاد الشبهة وأقامت حفل نجاح ابنتها في الباك وقائع وتفاصيل القضية المثيرة حسب ما دار في جلسة المحاكمة، تعود إلى شهر نوفمبر من سنة 2012، لما اختفى الضحية «ب.ك» البالغ من العمر 54 سنة، عن الأنظار، حيث كان يعمل كعون حرس بلدي قبل أن يحال على التقاعد، قبل أن توهم المتهمة أبناءها وحتى أهل الزوج الذي طلقها وأرجعها بالفاتحة، بأنه تحصل على منصب عمل في الجنوب مع أحد الأشخاص من بجاية، مصرحة بأنه قال لها إنه سيذهب لجلب مليار سنتيم من أجل شراء شاحنة للعمل بها، لتقوم بعدها المتهمة بتولي مهمة الرد على جميع المكالمات عن طريق رسائل نصية تتكلف هي بإرسالها من هاتف وشريحة طليقها، من تعازي بعد وفاة أخ الضحية وحتى تهاني بمناسبة نجاح ابنته في شهادة البكالوريا لسنة 2012، أين أقامت المتهمة حفلا بحضور الجيران والأهل بعد نجاح ابنتها وكانت توهم المدعوين بأن والد البنت يعمل في الجنوب . المتهمة: أنا لست القاتلة المتهمان هما من أزهقا روح الضحية المتهمة وأثناء استجوابها من طرف قاضي الجلسة، أكدت بأنها ليست هي المذنبة بل المتهمان «ب.ص» و»ب.أ» من نفذا الجريمة، حيث سردت بأن تاريخ الوقائع تقدم المتهمان إلى منزلها برمضان جمال من أجل التحدث إلى زوجها الضحية من أجل ترتيب صفقة بيع المنزل بقيمة 150 مليون، قبل أن يستقر الرأي على 100 مليون، فطلب منها زوجها مغادرة المنزل رفقة ابنيها على أن يعودا ثاني يوم المصادف ليوم الأحد، قبل أن يتولى المتهمان مهمة قتل وإزهاق روح الضحية وقاما بدفنه في حمام المنزل، بعد أن تخلصوا من أدوات الجريمة، وقالت إن المتهم «ب.ص» قد انتهى من أشغال بناء حمام المنزل لكنها لاحظت وجود بقع دم، وبعد استفسارها أكد لها بأنه أصاب يده وهي لا علم لها بحادثة الوفاة. تناقضات واعترافات بعد تقطيع الضحية إلى 9 أجزاء و14 طعنة خنجر ودفنه في حمام المنزل لكن بين تصريحات المتهمة وتناقضاتها أثناء استجوابها من طرف هيئة المحكمة وحتى ما جاء في قرار غرفة الاتهام، تمكن قاضي الجلسة من الوقوف عند العديد من الأدلة التي قد تدين المتهمة بفعلتها رفقة شريكيها، أين قام أحدهم بضربه بواسطة مطرقة حديدة على مستوى الرأس ب 9 ضربات مختلفة و14 طعنة خنجر عبر أنحاء مختلفة من الجسم، قبل أن يقوموا بتقطيعه إلى 9 أجزاء بواسطة منشار وساطور، ليتم وضعه في كيس بلاستيكي ودفنه في حمام المنزل، أين قام المتهم الثالث «ب.أ» بمهمة بناء وتبليط الحمام. الشرطة ووكيل الجمهورية يفكان لغز الجريمة مصالح الأمن وفور تلقيها الشكوى من أهل الضحية، باشرت تحرياتها انطلاقا من الرسائل النصية التي كانت ترسلها المتهمة من شريحة طليقها، والتي تبين بأنها لم تغادر إقليم ولاية سكيكدة، كما أنها كانت على علاقة واتصال دائم بالمتهمين، أحدهما كان يساعدها في تحصيل أموال طليقها من دون وجه حق، بعد أن لعب دور الزوج والمتهم الثاني»ب.أ» كان قد تولى مهمة شراء البلاط والآجر والإسمنت، وهي الأشياء التي عثروا عليها في سيارته بنفس المواصفات التي تم بناء حمام المنزل، حيث تبين أنهم كلهم قاموا بقتل وإزهاق روح الضحية، أين شاركتهم المتهمة رفقة المتهمين في تقطيع رجله اليمنى والرأس واليدين، قبل أن ينكشف أمرهما إثر موعد رتبته المتهمة مع شريكها من أجل سحب الأموال، وبعد استنطاقها أقرت بفعلتها وأنها هي المذنبة رفقة شريكيها، رغم أنها أنكرت جميع التهم الموجهة لها أمام هيئة محكمة الجنايات، التي تواصل وإلى غاية اليوم معالجة تفاصيل القضية بسماع الشهود ومرافعات المتهمين وكذا التماسات النيابة.