اقترح المشاركون في أشغال اليوم الدراسي الوطني حول موضوع " تعليمية النص الأدبى في مرحلة ما قبل الجامعة " اليوم بوهران على ضرورة وضع أسس ومنهج مبسط للتلاميذ في التعليم الثانوي ليتجاوب معه التلاميذ حتى لا يشعرون بعد التحاقهم بالجامعة بأي نوع من الغربة بينهم و بين الأستاذ. ويرى الأستاذ عبد الخالق رشيد من جامعة السانية بوهران خلال هذا الملتقى الذي نظمه مخبر اللغة العربية و الاتصال بالجامعة أن الإشكال المطروح حاليا "يكمن في عدم وجود انسجام و تكامل بين تعليمية النص الأدبي في مرحلة ما قبل الجامعة وفي مرحلة ما بعد الجامعة" مشيرا إلى أن الطالب عند التحاقه بالجامعة يجد نفسه "عاجزا على استيعاب النظريات والمفاهيم التي هي صلب تعليمية الأدب في الجامعة". وفي هذا الصدد تساءل الأستاذ عن كيفية وضع أسس و منهج مبسط لتلاميذ التعليم الثانوي "يكون مستوحي من العلوم اللسانية المعاصرة التي تشكل الركيزة الأساسية لتعليمية النصوص في الجامعة". ومن جهته أكد الأستاذ لخضر العسال من جامعة مستغانم الذي أسهب في تقديمه لموازنة بين منهاج تعليمية النص الأدبي القديم والجديد على أنه "بات من الضروري تكييف الدرس وفق المستجدات وكذا استثمار المعلومات التي تلقاها المتخرج من الجامعة الذي أصبح لديه زادا ثقافيا من النظريات النقدية الحديثة والمقاربات ليضعها في متناول التلميذ الثانوي". وبعد ذلك تطرق الأستاذ العسال إلى ايجابيات الكتاب المدرسي المستعمل حاليا و الذي يرى أنه تخلص من الشرح الذي كان موجودا في الكتاب المدرسي القديم مشيرا إلى أنه "يفضل أن يكون الكتاب المدرسي خاما خال من الأسئلة وان تكون هذه الأسئلة في دليل الأستاذ". كما يرى أنه من إيجابيات الكتاب المدرسي الجديد إدماج فيه مواد أخرى مثل القواعد النحوية و البلاغة والعروض في نص واحد كما أصبح يحتوي على موضوعات جديدة مشيرا إلى أن إدخال موضوعات معاصرة في المرحلة النهائية في التعليم النهائي "أمر مطلوب ولكن لا يجوز التخلي عن الأدب الجاهلي لأنه يمثل إلى جانب القرآن والأحاديث نبوية شواهد اللغة العربية". كما ركز المحاضرون في هذا اللقاء على جملة من النقاط التي تمحورت حول تعليمية النص الأدبي الذي ليس هو في شكله و محتواه منعزلا عن النصوص الأخرى المقررة على التلميذ في البرنامج كالنص التاريخي أو الاقتصادي أو الفلسفي أو العلمي "لأن جميع النصوص تشكل منظومة متكاملة هدفها بناء الإنسان من جوانب مختلفة كالقيم الأخلاقية و المعرفية ليكون فاعلا إيجابيا في المجتمع"