أكد مهاجم نادي ستراسبورغ الفرنسي والمنتخب الوطني، ياسين بزاز في اتصال هاتفي له مع ''النهار''، أن مأمورية بلوغ المونديال ستكون جد صعبة، إن لم تكن مستحيلة، في حال ما استمر أداء المنتخب على ما كان عليه أمام المنتخب الرواندي، رافضا في هذا الحوار المطول الذي خصنا به من فرنسا، السيرعلى نفس نهج غالبية الجزائريين بانتقاد خيارات الناخب الوطني رابح سعدان بالرغم من تأكيده على تفاجئه الكبير من عدم إشراكه ضمن قائمة 18 في هذا اللقاء، متطرقا بالمقابل إلى المباراة القادمة أمام مصر ونقاط أخرى مهمة كانت محور هذا الحوار. النهار : بالعودة قليلا إلى الوراء، هل تشاطر رأي أغلبية الجزائريين بأن نتيجة التعادل بكيغالي كانت سلبية لنا؟ أعتقد أن رهاننا الأساسي قبل التنقل إلى العاصمة الرواندية كيغالي لمواجهة المنتخب المحلي، كان تفادي الخسارة والعودة بنتيجة ايجابية إلى الجزائر، والتي كانت جد حتمية في أول ظهور لنا في هاته التصفيات، وهو ما وفقنا فيه بعد عودتنا بالتعادل من كيغالي ، لكن بالعودة إلى مجريات اللقاء، فإني أوافق عامة الجزائريين بأننا ضيعنا فوزا كان في متناولنا، خاصة وأن كل الظروف كانت مواتية لذلك، سواء تعلق الأمر بالتحكيم الجيد أو الظروف المناخية التي كانت مقبولة على العموم، ناهيك عن أرضية الميدان التي كانت هي الأخرى مقبولة إلى حد بعيد، إلى جانب السيطرة التي فرضناها على مجريات اللقاء، خاصة خلال المرحلة الأولى أين ضيعنا العديد من الفرص السانحة للتسجيل والتي كانت ستصنع الفارق ، لكن الحظ لم يحالفنا، وهذا لا يعني على الإطلاق أن نتيجة التعادل كانت سلبية خاصة وأن مستوى الفرق الإفريقية هو في تصاعد كبير. النهار : تعرض الناخب الوطني إلى جملة من الانتقادات بسبب خياراته التي ساهمت في تضييعنا للفوز، ماهو قولك؟ ماذا تريدني أن أقول، فالمدرب الوطني هو الأدرى والملم بالخيارات التي يراها بأنها الأنسب في ذاك اللقاء، وعلينا جميعنا احترام هاته القرارات، لأنه المسؤول الأول عليها ، كما أننا في مرحلة حساسة بعد بدء التصفيات، ومثل هاته الملاحظات لا أعتقد على الإطلاق أنها تخدم منتخبنا الوطني، ولا تضيف أي شيء، فجميع الجزائريين مطالبين بالالتفاف حول المنتخب وحول المدرب الوطني على أمل تحقيق الحلم المنشود، وهو الصعود إلى المونديال الذي يبقى حلما يراود الجميع. النهار : من جملة ما أعيب على سعدان، إشراكه لصايفي كأساسي رغم تراجع مستواه، وكذا الإصابة التي كان يعاني منها، في حين تم إقصاؤك من قائمة 18 رغم جاهزيتك؟ كما قلت لك سابقا، فإن خيارات المدرب الوطني يبقى هو المسؤول عليها، حتى وإن كانت لا تخدمني شخصيا، على غرار ما كان عليه الأمر خلال مباراة رواندا الأخيرة، لكن تبقى المصلحة العليا للمنتخب فوق كل اعتبار، وبالتالي فإن سعدان رأى أن هذا الخيار يبقى الأنسب للمنتخب الوطني. النهار : لكن صراحة، وبعيدا عن لغة الخشب كما يقال- هل ترى بأن هذا الخيار كان على الأقل منطقيا ؟ (يضحك)، هل تنتظر مني أن انتقد المدرب .....انظر لا تسير الأمور على الإطلاق هكذا، فأي لاعب لا يتم إشراكه كأساسي أويتم استثناؤه من قائمة 18 يذهب إلى انتقاد خيارات المدرب، لا لشيء سوى لأن هذا الخيار لم يخدمه، فأعتقد أن ذلك يعد نوعاما تغليب لمصلحة شخصية على المصلحة العليا للمنتخب الوطني، لكن على الرغم من ذلك إلا أنني أود التأكيد على نقطة مهمة. النهار : تفضل..... ؟ لا أخفي عليك بأني تفاجأت كثيرا لعدم وضعي ضمن قائمة 18 خلال مباراة رواندا، وهذا لا عتبارات منطقية بحتة، أولها أني كنت في فورمة عالية وعلى أتم الإستعداد لخوض اللقاء هذا من جهة، ومن جهة مقابلة، لكوني لاعب قد واكب جميع المباريات، سواء الودية أو الرسمية للمنتخب الوطني قبل موعد رواندا، أين شاركت كأساسي في أغلب المباريات، وهو الأمر الذي جعلني أتفاجأ من خيار المدرب الوطني، لكن على الرغم من ذلك فأجدد التأكيد على احترامي المطلق لخيارات المدرب الوطني وعامة الطاقم الفني. النهار : لنعرج الآن على نتيجة مباراة زامبيا ومصر لحساب نفس المجموعة هل شاهد يا سين المباراة ؟ نعم شاهدتها كاملة...... النهار : ماهو تعليقك على أداء المنتخبين وعلى النتيجة النهائية للمباراة ؟ نتيجة التعادل في حد ذاتها- كانت جد مفيدة لنا كجزائريين، على اعتبار توفرنا على نفس الرصيد من النقاط، نقطة لكل منتخب، أمام فيما يتعلق برأيي بخصوص النتيجة النهائية للمباراة وبدرجة خاصة المستوى الذي أبانه المنتخب الزامبي، فقد فاجأني هذا الأخير بمستواه المتميز الذي أبانه، على الرغم من الضغط الجماهيري الذي كان مفروضا عليه بملعب القاهرة، إلا أنه أبان على مستوى جيد يجعلنا نحسب له ألف حساب، على الرغم من أني شخصيا كنت متيقنا بأن مأموريتنا الصعبة في بلوغ المونديال لا تتجلى في مباراتنا أمام مصر فقط، بل في كل المباريات، لا قتناعي أن مستوى الكرة الإفريقية قد تطور كثيرا، ولم يصبح هناك منتخبا قويا وآخر ضعيفا فالمستوى متقارب. النهار : على ضوء هذا الوجه المتميز الذي أبانه الزامبيين، هل يمكن القول بأنه ليس لدينا أي حظ للعودة بنتيجة ايجابية من زامبيا ؟ ؟لا على الإطلاق، وإلا فما الفائدة من تنقلنا إلى زامبيا، بل بالعكس تماما من ذلك، فإن الوجه الذي أبانه المنتخب الزامبي بالقاهرة سيجعلنا أكثر تركيزا واستعدادا لهذا اللقاء، لكن قبل ذلك ينتظرنا لقاء صعب في جوان القادم أمام المنتخب المصريا حيث سنكون فيه أمام حتمية الفوز بالنقاط الثلاثة، والتي اعتبرها شخصيا مفتاح المرور إلى المونديال إن شاء الله، لدينا الوقت الكافي للا ستعداد لهاته المواجهة أمام مصر وإنشاء الله نتمكن من رفع التحدي وإسعاد أنصارنا وتعبيد الطريق نحو البلوغ إلى المونديال. النهار : صراحة، على ضوء الاداء أمام رواندا ، هل ترى أن حظوظنا وافرة لبلوغ المونديال ؟ حظوظنا متساوية مع باقي المنتخبات، حتى فيما يتعلق بالمنتخب الرواندي الذي لم يظهر بمستوى كبير إلى حد الآن، فحظه كحظ باقي المنتخبات، وبالتالي فيصعب التكهن بمن سيصعد إلى المونديال فالوجه الذي أبانه المنتخب الزامبي أخلط جميع الحسابات بالنسبة للمتتبعين وكذا الأخصائيين الذين حصروا ورقة الترشح مابين المنتخب الوطني والمنتخب المصري، وأعتقد أن الفريق الأكثر تركيزا هو من سيصعد إلى المونديال. النهار : لكنك لم تجبني على سؤالي ، صراحة هل لدينا القدرة على التواجد بجنوب إفريقيا 2010؟ ؟حتى أكون صريحا معك ومع عامة الجزائريين، فإن المطلوب منا إلى جانب الظفر بأول ثلاث نقاط أمام المنتخب المصري خلال الخرجة المقبلة، تحسين أدائنا والظهور بوجه أفضل بكثير من الوجه الذي ظهرنا به خلال مباراة رواندا، لأنه إذا استمر الأمر على ماهو عليه( لاقدر الله)، فإننا سنجد صعوبات كبيرة في بلوغ هذا الهدف، لكن على الرغم من ذلك فإني جد متفائل بأننا قادرون على التحسن أكثر، خاصة مع العمل الكبير الذي يقوم به الطاقم الفني، وكذا الإرادة التي تحذونا لإسعاد الشعب الجزائري والتواجد مجددا في المونديال بعد غياب طويل عنه منذ اخر مشاركة للجزائر فيه بالمكسيك .1986 النهار : بعض المتتبعين أكدوا أن المستوى الذي ظهر به المنتخب المصري لم يكن مفاجئا، على اعتبار أنه منتخب قد''شاخ'' ، هل توافق هذا الطرح ؟ ؟لا أوافق هذا الطرح، انطلاقا من جملة من المعطيات، أبرزها أن هذا يبقى مجرد رأي لاخصائيين والحسم هو فوق الميدان، هذا من جهة ، ومن جهة مقابلة، فإنه لا يمكن الحكم على مستوى أي فريق على ضوء لقاء واحد فقط، وبالتالي فإنها لاتعدوا أن تكون كبوة لا أكثر ولا أقل فهذا رأيي الشخصي ، فمنتخب مصر لم يقل كلمته بعد وإنشاء الله لن نمكنه من أن يقولها معنا( يضحك) ، وبالتالي علينا تفادي الوقوع في فخ التساهل. النهار : ألا ترى معي أن مواجهتكم لمصر بالبليدة عوض ملعب آخر كبير الحجم كعنابة، أو وهران أو حتى 5 جويلية كان سيكون مفيدا لكم ؟ على الرغم من أن ملعب تشاكر بالبليدة كان فال خير علينا من خلال النتائج الايجابية التي ما فتئنا نحققها، إلا أنني شخصيا كنت أحبذ مواجهة مصر بملعب كبير كالذي ذكرتهما آنفا، وبدرجة خاصة ملعب 5 جويلية، وذلك من أجل أن يكون الدعم الجماهيري، على عكس ملعب تشاكر الذي لا يسع لتلك الأعداد التي كانت ستتوافد بقوة، لكن رغم ذلك سنعمل على إسعاد الجماهير الجزائرية سواء الحاضرة أو التي ستتابعنا عبر التلفزيون. النهار : لنطوي الآن صفحة المنتخب الوطني، كيف هي وضعيتك في ناديك ستراسبورغ ؟ الحمد لله، ألعب بصفة منتظمة مع النادي، والآن نحقق النتائج الايجابية تلو الأخرى، حيث نحتل المرتبة الثانية على مستوى البطولة الفرنسية وسنكون على موعد مع مباراة مهمة بقواعدنا أمام نادي اجاكسيو، وفي حال الفوز ستكون وضعيتنا أفضل بكثير. النهار : من ترشح للتتويج بالبطولة الوطنية ؟ حسب متابعتي الدائمة لمجريات البطولة الوطنية، فأعتقد أن وفاق سطيف يبقى المرشح الأقوى لذلك، من خلال تربعه على عرش الريادة، على الرغم من أني من مناصري فريقي السابق شبيبة القبائل العائد بقوة خلال مرحلة العودة، والقادر على قول كلمته هو الآخر هذا الموسم. النهار : حتى لا يفوتنا في الأخير هل تعلم أن لديك قريب في المنتخب الوطني لأقل من17 سنة المشارك مؤخرا في كأس إفريقيا ؟ سمعت ذلك وقرأت في الصحف، أتمنى أن يشرف عائلة بزاز في المقام الأول وأن يكون رفقة باقي زملائه الأمل القادم للكرة الجزائرية لأن رهان الكرة المستديرة ببلادنا على هاته العناصر الصاعدة.