الوطني الجزائري لأقل من 71 سنة انجازا تاريخيا باحتلاله للمركز الثاني وراء بطل افريقيا الجديد المنتخب الغامبي، هذه الرتبة سمحت لمنتخب أكاديمية الفاف بحجز تذكرة المشاركة في مونديال الأشبال الذي ستحتضنه نيجيريا في شهر أكتوبر المقبل بحضور أفضل المنتخبات العالمية. وصول الجزائر الى المونديال لم يأت صدفة أو ضربة حظ، بل جاء نتيجة ثمرة عمل طويل المدى استمر 81 شهرا. اللاعبون ظلوا تحت مراقبة ومعاينة دقيقة طيلة هذه الفترة، بحيث خضعوا لعمل مكثف وشاق وفق مخطط حددته المديرية الفنية الوطنية بالتنسيق مع الفاف. دمج المنتخب الوطني للاشبال داخل ثانوية درارية كان له الأثر الايجابي على مردود التشكيلة الذي بدأت تتحسن تدريجيا من الناحية البدنية. باجراء المباريات التحضيرية ووقف الطاقم الفني المتشكل من إبرير ومدان على نقاط ضعف وقوة التشكيلة، ليتواصل العمل والتنقيب على عناصر جديدة داخل وخارج الوطن، ورغم أن هذا المنتخب الحديث النشأة لم يحظ باهتمام وسائل الاعلام في بداية الامر، إلا أن هذا لم يثن من عزيمة اللاعبين والطاقم الفني الذين بقوا مركزين كما ينبغي حتى يكون المنتخب جاهزا للحدث القاري الهام. الفوز الأول المسجل على حساب الكامرون أعطى ثقة أكبر للاعبين ومنحهم شحنة إضافية لتحقيق انتصار غال جدا أمام غينيا، كان بمثابة رخصة المشاركة في مونديال هذه الفئة. بعد بلوغ الهدف الأساسي خف الضغط على رفقاء بزاز الذين لم يكتفوا بالوصول للمربع الذهبي، بل تمكنوا من التأهل عن جدارة للدور النهائي بعد أن أزاحوا منتخب بوركينا فاسو القوي، خسارة الجزائر ضد غامبيا كانت متوقعة بالنظر إلى قوة المنافس الذي يضم في صفوفه لاعبين لديهم بنية مورفولوجية خارقة للعادة، ويتمتعون بلياقة بدنية جيدة تثير الغرابة وتطرح تساؤلات عديدة حول حقيقة أعمار هؤلاء اللاعبين. هذا عن ايجابيات المنتخب الوطني الجزائري، أما الحديث عن السلبيات فإنه يجرنا للحديث عن ضعف هجوم الخضر، بحيث أن اللاعب بن دحمان هو الذي تمكن من تسجيل أهداف المنتخب الجزائري خلال البطولة الافريقية، وهو ما يبين غياب الفعالية لدى المهاجمين، فالبحث والتنقيب على عناصر جديدة بات ضروريا لتعزيز التشكيلة، لأن مستوى المونديال سيكون أقوى بكثير من كأس أمم إفريقيا. من جهة أخرى فإن الطاقم الفني لابد أن يتعزز لاعطاء دفع آخر للمنتخب، فالعارضة الفنية بحاجة إلى مدير فني يمتلك خبرة كبيرة ويتمتع بمؤهلات جيدة، تؤهله لكي يقرأ طريقة لعب المنتخبات الأخرى بطريقة أفضل، ويتمكن كذلك من إعطاء حلول لمنتخبنا الوطني، خاصة من ناحية التنظيم التكتيكي. هذا لا يعني بأن إبرير ومدان غير أكفاء، بل كرة القدم الحديثة تتطلب التوفر على طاقم فني لا يقل عدده عن 6 تقنيين يعملون بالتنسيق لكن لكل واحد مهمة محددة حتى تكون فرص النجاح أكثر ويتطور مستوى المنتخب الوطني الجزائري بطريقة أفضل، خاصة إذا أردنا حقيقة أن يرتقي هؤلاء الشبان إلى صنف الأكابر في 4102 ويشكلون بذلك المنتخب الجزائري الأول.