فككت، أمس، فصيلة أمن الطرقات التابعة للمجموعة الإقليمية للدرك الوطني في تلمسان، على محور الطريق السيار شرق غرب ناحية عين الحجر دائرة الحناية شمال تلمسان، شبكة دولية تحترف تهريب الآثار النادرة نحو دول الجوار، وهذا عقب اعتراض سيارتين إحداهما تؤمن الطريق والثانية تنقل البضاعة محل التهريب. تم القبض على 3 أشخاص وتحويلهم على فصيلة الأبحاث والتحريات التابعة للدرك الوطني، لتوسيع التحقيق معهم حول هذه القضية النوعية. وعلمت «النهار» من مصادر موثوقة أن الفصيلة المذكورة اشتبهت في تحركات أشخاص على متن سيارتين متتاليتين، مما أجبر أفرادها على توقيفهما لغاية التفتيش، قبل أن تظهر نتائج ذلك أن ركاب المركبتين ينتمون إلى شبكة دولية عابرة للحدود تعمل على تهريب التحف الأثرية النادرة والنقود المعدنية، التي تعود للعهد العثماني والحضارة الفرعونية نحو دول الجوار، أين استرجع المحققون كمية معتبرة من القطع النقدية النادرة مصنوعة من معدن الفضة والبرونز قيمتها المالية تفوق ملياري سنتيم، علاوة على ضبط تحف فنية متنوعة على شكل تماثيل صغيرة وأواني تعود للحضارات العريقة مصنوعة من معادن ثمينة، قيمتها هي الأخرى باهظة جدا وتفوق عتبة 500 مليون سنتيم للآنية الواحدة. وتعرف قضايا تهريب الآثار النادرة بالجزائر مؤخرا تصاعدا لافتا، بعد سقوط النظام التونسي مؤخرا، حيث استغلت شبكات التهريب الوضع في نهب الآثار التي تحتفظ بها متاحف تونس لتهريبها إلى أوروبا مرورا بالجزائر ثم المغرب. وكانت مصالح الدرك بتلمسان بالمرصاد لهذا النوع من الأنشطة، حيث سبق لها العام الماضي أن فككت شبكتين لتهريب الآثار بسبدو واسترجعت تحفتين قيمتهما المالية تناهز 3 ملايير سنتيم، كما تم استرجاع تمثال صغير لامرأة في إقليم دائرة الرمشي مصنوع من الأحجار الثمينة، وحولت لاحقا هذه البضائع الحساسة على الجهات المختصة في حماية الآثار والمعالم الثمينة للتصرف فيها.