حاولت''النهار''رصد أجواء انتخاب الطبقات الراقية من المجتمع الجزائري للتقرب أكثر من هذه الشريحة التي يقال فيها الكثير، من بينها حقيقة إهمالها للواجب الوطني واهتمامها بأشياء أخرى تعتبر تافهة لأن أبناءها ولدوا وفي أفواههم ملاعق من ذهب، وبعد تفكير طويل وقع اختيارنا على بلدية حيدرة التي تعتبر بلدية''البريستيج''بدون منازع عرف مركزي ''محمد عليق''و''خرباني'' المجاوران لمبنى سوناطراك يوم أمس إقبالا كبيرا لهؤلاء منذ الساعات الأولى والذين تقدموا إلى المركزين في أبهى حللهم كما لو أنهم ذاهبون إلى حفلة ما أو وليمة، وكانت الفرصة للمفاخرة بالمجوهرات من المعدنين الأصفر والأبيض ، خصوصا مع تزامن دخولهم للاقتراع وتواجد مواطنون من الطبقتين المتوسطة والأدنى منها، ولتقريب وجهات النظر تقربت النهار من ''محمد شكيب''وشقيقته''صونيا'' اللذان قالا أنهما جاءا مرفوقين بوالديهما وأن الانتخاب لديهم مجرد تقليد في العائلة ليس أكثر، أما''شاهيناز''ذات ال22 عاما فقالت أن الانتخاب لا يعني لها شيئا ولكنها تخشى أن تلاقي صعوبات حينما تذهب لتجديد جواز سفرها كونها تفكر في السفر للدراسة بكندا والإدارة الجزائرية قد تطلب منها بطاقة الانتخاب، أما ''زكي'' فأكد أنه انتخب لأجل البطاقة الصفراء ''الخدمة الوطنية'' وإلا لما كان انتخب ووافقه في الرأي''محمد'' الذي قال بأنه انتخب تجنبا للمشاكل مع الإدارات الجزائرية التي تربطه بها مشاريع اقتصادية، أما الحاج''أعمر''مكفوف، فقال أنه يقوم بواجبه اتجاه الوطن، بينما أعرب مرافقه عن غضبه من سلوكات الإدارة التي وصفها بالتعسفية، كونهم يصرون على بطاقة الانتخاب لدى استخراجه للوثائق مما يعني أنهم سلبوه حرية رأيه خاصة وأنه ضد الانتخاب ولكن، أما''رفيق''فقال انه مضطر للانتخاب كونه مقبل على عقد قرانه ويخشى أن يطلبوها منه مثلما حدث مع صديقه. سكان مختار دودو يصنعون الحدث حصد سكان الحي القصديري ''مختار دودو''حصة الأسد من نسبة المنتخبين أمس، بحيث توافدوا بكثرة منذ انطلاقة العملية وكلهم أمل في أن تنتهي مأساتهم وسط القصدير المحاذي لإقامة الطلبة بحيدرة بالقرب من معهد علوم الإعلام والاتصال، ومن بينهم''أحمد''متزوج وأب لبنتين والذي تقدم إلى صندوق الاقتراع مصحوبا بزوجته وابنتيه ووالدته وشقيقتيه آملا في أن تتحقق وعود المترشح بوتفليقة لهم وان يتم انتشالهم من الخربة التي يعيشون فيها في أسرع وقت ممكن خصوا وأنهم يعانون هناك الأمرين، وهي نفس أمنية السيدة''حليمة'' التي تقطن هناك مع عائلتها والتي قالت أنها تأمل أن يتغير وضعهم وأن يكون الرئيس الجديد عند تطلعاتهم كمهمشين ومنسيين بين الأحياء في أغنى بلدية بالجزائر، فيما قال بعضهم بأنه انتخب خوفا من مرور لجنة الإحصاء التي ستطلب حتما بطاقة الانتخاب والتي سيتوقف عليها مصيرهم، معلقين على أنهم مهتمون بارتفاع أسعار البطاطا أكثر من اهتمامهم بالانتخابات لأن الشخص الفائز لن يغير الكثير في خارطة الاهتمامات، كما صادفنا الحاجة''أم الخير''التي تنتمي إداريا إلى بلدية حيدرة من خلال عنوانها القديم فيما تقيم في مستودع أعارها إياه أحد الأشخاص على مستوى بلدية خرايسية والتي قالت أنها لا تطلب الكثير فقط بيتا يأويها على تراب بلديتها التي لم تعترف بها يوما. وبين هاتين الفئتين اللتين كان يوم الاقتراع فرصة لالتقائها وتساويها، كان هناك بعض أعوان الأمن الوطني الذين تقدموا إلى مكاتب الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الزي المدني .