من حظ "الغلابى والزوالية" في هذه البلاد أن ممارسة كرة القدم لا تخضع لمقاييس الوساطة و"التشيبة" وإن كنا لا ننفي وجود هذه المقاييس، لكنها تبقى تتعلق بلاعب بإمكانه اللعب مهما كان مستواه متدنيا، لكنه في النهاية يستطيع مداعبة الكرة بشكل عادي، لذا فالطريق في هكذا أمر سيكون مقطوعا، أمام الذين دأبوا على تحقيق المستحيل لأولادهم من "الهوامير" المدرعة إلى الحيوانات الأليفة والمتوحشة التي يجولون بها عبر الأزقة والشوارع، إلى الرحلات والأسفار إلى الجزر التي لا نراها إلا في الأفلام الوثائقية، وصولا إلى توظيفهم في سوناطراك وعبر المؤسسات المختلفة.. إلا أن حظهم يتوقف حين يتعلق الأمر بالموهبة، التي لا تشترى بالمال ولا تفيد معها الرشوة ولا القوة ولا" التشيبة"، فأبناء الحظ الذين ولدوا وفي أفواههم ملاعق من ذهب لا يمكن أن يطلبوا من الآباء أن يتوسطوا لهم ليصيروا لاعبين، خاصة إن كان الواحد فيهم يملك قدما من قياس 43 وأخرى من نوع 38، أو كلا قدميه يمنى أو يسرى، أو إن كان هؤلاء الأبناء ينفذون ضربة جزاء بيدهم ولا يسجلون هدفا، لهذا الكثير من أبناء المعذبين في الأرض محظوظون في مواهبهم، حتى وإن لعبوا الكرة بأرجل حافية على حجر مدبب في برد قارس، وتخيلوا معي إبن وزير حقق كل أحلامه ولكن له قدم بمقاس 38 وأخرى 43 يتوسل الأب الكريم، بأن يجعله لاعبا. وفعلا الموهبة لا تباع ولا تشترى، ربما تتوارث وكم بيننا من الأبناء من ورثوا الغباء.