الحملة الانتخابية، بمشاركة تائبي الطارف في العملية السياسية، من خلال قرار بعضهم الالتحاق بحركة مجتمع السلم و تزكية مبادرتهم من طرف رئيس الحركة أبو جرة سلطاني، الذي فضل أن تكون آخر محطة له من أيام الحملة بمدينة الذرعان، أين التقى هؤلاء التائبين الذين أعلنوا له الولاء، وهو ما جعله يصرح حصريا ''للنهار'' بأنه ثمّن الخطوة، واعتبرها جريئة جدا، ووصف أصحابها بالشجاعان ما داموا يلتزمون بالدستور وقوانين الجمهورية. من جهته أكد لنا ممثل التائبين عبد الحفيظ بوشريط، بأن بقايا الفيس من معتقلين ومساجين ومسلحي الجبل بولاية الطارف، فضلوا تطليق المواقف السلبية والعودة للاندماج في العملية السياسية السلمية ذات التوجه الوطني المسؤول، وتأسف لعدم تمكنهم من استرجاع حق التصويت، وحرموا من إعطاء أصواتهم إلى منظّر المصالحة الوطنية عبد العزيز بوتفليقة، ورغم ذلك أسهموا بفعالية في رفع نسبة المشاركة، خاصة بالجهة الغربية لولاية الطارف بالذرعان، البسباس، شيحاني وشبيطة مختار، وهي المعاقل الساخنة للجماعات المسلحة أيام المأساة الوطنية، كما لازالوا يعانون مشاكل عدة، كحرمانهم من العودة إلى مناصب عملهم، وإبقاء العقوبات مسجلة في شهادات السوابق العدلية، وهذا كما يقول ممثل التائبين، من شأنه إحداث الإحباط واليأس في النفوس ويعقد الاندماج، ولا يشجع ممن بقوا في الجبال إلى النزول، موضحا أن العديد منهم لازالوا في الجبل - حسب آخر الاتصالات- يملكون النية الحسنة في العودة إلى المجتمع، وترك العمل المسلح، وأن فوز بوتفليقة معناه - حسبه - إعادة الأمل في استمرار روح المصالحة الوطنية، وطوى صفحة الدم والدمار وعودة كل أبناء الجزائر إلى أحضانها، لأجل الانطلاقة في عملية التقويم الوطني، وأنهم فضلوا حركة مجتمع السلم كونها تعبر عن طموحاتهم وأحد الأطراف الفاعلة في التحالف الرئاسي.من جهته أكد لنا رئيس المكتب البلدي لحمس بدايرة صليح، الذي ساهم في إنجاح مبادرة التائبين، بأن هناك أطراف محسوبة على الحزب المحل، عملت على نشر أفكار المقاطعة حتى في يوم الاقتراع، وقد تم التصدي لها واصفا هؤلاء بالمتلاعبين بمستقبل الجزائر، وعرقلة التوجهات الوطنية لحركة مجتمع السلم، قد عمل التائبون المنضوين - مؤخرا- تحت غطاء الحركة، على التصدي والترويج لحافز المشاركة، من خلال تواجدهم المكثف عبر مراكز التصويت ومشاركتهم التنظيمية في مختلف الخرجات الجوارية أثناء الحملة الانتخابية، معتبرا نتائج الانتخاب بانتصار المصالحة ورسالة واضحة لدعاة المقاطعة وأعداء السلم.