رئيس المجلس العلمي يكشف الفضيحة ويقدّم استقالته ونقابة الأساتذة تراسل الوزير وتطالب بوقف المهزلة اهتزت جامعة العربي التبسي بتبسة، على وقع فضيحة جديدة من العيار الثقيل، تسببت في حدوث حالة من الغليان والاستنفار لدى الأسرة الجامعية، التي ناشدت من خلال فرعها النقابي لأساتذة التعليم العالي، وزير القطاع، الطاهر حجار، التدخل العاجل والفوري، لإنهاء المهزلة التي حدثت على مستوى كلية العلوم والتكنولوجيا، بعد أن تم الإثبات القطعي وبالأدلة والبيانات الدامغة، عملية تزوير ممنهجة في مسابقة الدكتوراه، اختصاص مناجم، وتم منح منصب فيها لابن رئيس قسم بجامعة عنابة، وهو نفسه مؤطر شهادة الدكتوراه لنائب رئيس جامعة تبسة المكلف بالبيداغوجيا، والذي أصبح هو أيضا مؤطر الطالب الناجح «ح. ع»، في اختصاص غير اختصاصه وفي ظروف مشبوهة جعلت رئيس المجلس العلمي للكلية يرفض المصادقة على النتائج ويرمي المنشفة، من خلال استقالته رسميا، إلا أن الإدارة أصرت على قرارها وقامت بالتوقيع بدل المعنيين ومنحت المنصب من دون الالتفات لأيّ من هذه النداءات أو التنديدات . وحسب التحقيق المنجز من طرف «النهار»، والذي حصلنا من خلاله على ملف كامل يثبت بالأدلة القطعية عملية التزوير وكيف تم منح منصب دكتوراه لطالب من ولاية عنابة، بغير وجه حق ومن دون تطبيق القانون في عملية تنظيم مثل هذه المسابقات التي لاتزال تحظى بمصداقية كبيرة، فإن الأمور في البداية كانت عادية، من خلال الإعلان عن تنظيم مسابقة في شهادة الدكتوراه تخصص مناجم، وبتعليمة من نائب رئيس الجامعة المكلف بالبيداغوجيا، تم التأكيد أنه لا يحق لغير الحاصلين على شهادة الماستر في هذا التخصص أن يتقدموا للمشاركة، إلا أنه وبعد تفحص ملفات 80 طالبا، الذين أبدوا رغبة في المشاركة، تبين أن الطالب الوحيد الذي لم يكن يسمح له القانون هو الناجح الأول، أين يقول في هذا الإطار رئيس المجلس العلمي للكلية، من خلال تقرير رسمي رفعه إلى رئيس الجامعة، إن هناك تباينا واضحا وتناقضا بين الإعلان عن المسابقة من حيث الماستر المطلوب للمشاركة في مسابقة المناجم، وبين ملف الطالب الذي لا صلة له بهذا الفرع أو الاختصاص، لأنه درس آلية وإلكترونيك صناعي فرع الإلكترونيك بخصوص الماستر، ورياضيات وإعلام آلي فيما يخص شهادة الليسانس، إضافة إلى غياب عرض التكوين للدكتوراه وغياب محاضر فريق التكوين المشرف قانونا وعدم وجود ملفات الطلبة الناجحين، زيادة على أن المسابقة تمت في شكل مسابقتين منفصلتين، حيث تم قبول 3 مترشحين في كل مسابقة، مع ملاحظة أن اثنين من الطلبة الناجحين في الشق الأول لهم معدلات أقل من الطلبة المقصيين في الشق الثاني، مع تأكيده على أنه تم حرمانه رفقة اللجنة المشرفة من الحصول على المحاضر المطلوبة، ماعدا محضر واحد – يضيف – يحتوي على إمضاء فريد لعضو من فريق التكوين قبل شهر، رغم أنه قبل أسبوع لم يكن موجودا، وهو ما يعني أن عملية التوقيع تمت بأثر رجعي غير قانوني – حسبه – قبل أن يتهم في تقرير آخر صراحة عميد كلية العلوم والتكنولوجيا ونائب رئيس الجامعة المكلف بالبيداغوجيا والتكوين العالي والتكوين المتواصل والشهادات، بالضغط عليه من أجل التوقيع على المحضر الذي لم يكن موافقا على محتواه المشبوه، مع رفض وضع اقتراحاته بتعنت كبير، مع تأكيده على أن عرض المسابقة في شكله غير متجانس من حيث الترقيم وتداخل الصفحات التي كتبت بخطوط مختلفة وكأنها جمعت من عدة أطراف، وأن المحاضر التي بحوزة رئيس المشروع ونائب المدير والعميد ليست لها أية صلة بالمحاضر القانونية، وهو ما يعتبر اتهاما صريحا بالتزوير والتدليس ومنح منصب دكتوراه بغير وجه حق، ليبقى التساؤل مطروحا عن نوع هذا الفساد الذي ينخر جسد جامعاتنا، وهل يتحرك الوزير حجار وينهي المهزلة؟ رئيس جامعة العربي التبسي بتبسة للنهار «أعلم بالموضوع وملف الطالب تم تحويله للوزارة للفصل فيه» من جهتنا، اتصلنا هاتفيا برئيس جامعة العربي التبسي بتبسة، البروفيسور سعيد فكرة، وطرحنا عليه الموضوع، أين ردّ على اتصالنا وأخبرنا بأنه كان في مهمة عمل رسمية بالجزائر العاصمة، بخصوص الندوة الوطنية التي أشرف عليها وزير القطاع، الطاهر حجار، مضيفا أنه يعلم بالموضوع وأن ملف الطالب تم تحويله وعرضه على الوزارة التي يرجع لها أمر الفصل فيه، بينما لم نحصل على أي رد من طرف نائب رئيس الجامعة المكلف بالبيداغوجيا والتكوين العالي والتكوين المتواصل والشهادات، ورئيس المشروع في نفس الوقت، الدكتور محمد قارةspan style="font-size: 12.0pt; font-family: "Helvetica","sans-serif";".