إطارات تايوان بدبلومات أوروبية مزورة ، جزائريون يضخمون معدلاتهم للحصول على منحة التعليم بالخارج حيث أوضحت دراسة حول تزوير شهادات الدراسات العليا بالجزائر، أن الجزائريين من بين أكبر المزورين في وثائق الحصول على دبلومات بهدف الالتحاق بالجامعات الأجنبية، وذكرت الدراسة أن منطقة القبائل تعتبر أكبر المناطق تزويرا للشهادات على اعتبار أن مواطنيها من أكثر المهاجرين إلى الخارج. بالمقابل، يقوم جزائريون آخرون بتزوير دبلومات بالخارج بهدف استغلالها في الحصول على مناصب مرموقة في المجتمع الجزائري، على اعتبار أن الدبلومات الأجنبية أكثر وزنا من الدبلومات المحلية. وفي هذا الشأن، جاء في الجريدة البلجيكية ''لا ليبر بالجيك'' في عددها الصادر أول أمس، أن كلا من الجامعة الحرة ببروكسل، والجامعة الكاثوليكية للوفان أحصت حالات لملفات مزورة من قبل جزائريين وكاميرونيين، حسبما أدلت به لورونس ديجمبر، مسؤولة بمصلحة القبول بجامعة لياج، حيث ذكرت جينفر نوازات قنصل الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر، أن واشنطن مهتمة بملف تزوير الشهادات من قبل الحاصلين على تأشيرات التعليم بالولاياتالمتحدةالأمريكية، وقالت ''عندما نشك في وجود تزوير في الوثائق بهدف السفر إلى الخارج وبالتحديد إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية للتمدرس، نتصل بالسلطات لتأكيد أو نفي المعلومة، وفي حال ثبوت ذلك فإن الشخص المعني يصبح ممنوعا من الحصول على تأشيرة السفر إلى الولاياتالمتحدة''. وفي هذا الصدد، أنشأت الجامعة الجزائرية نظما لتوثيق الشهادات، حيث يتم سنويا مراقبة الشهادات، وفي حال ثبوت وجود تزوير في الدبلوم يتم إقصاء الطالب نهائيا من قائمة الطلبة، وفي هذا الشأن تم تسجيل حالة لطالب بمستغانم وهو طالب في الهندسة المدنية يبلغ من العمر 36 سنة، تم ضبط تزوير بشهادته. وحسب التحريات، فإن هذا التزوير يتم بمبالغ مالية تتراوح بين 60 إلى 100 ألف دينار، ثم يتم التأشير على نسخ من الشهادة المزورة بالمصالح البلدية، وهو ما يجعلها صالحة للاستعمال وقانونية، ويصعب عملية التحقق من شرعيتها أو عدمه. وفي الشأن ذاته، قالت مراجع مؤكدة أن بعض الجزائريين يحصلون على شهادات من جامعات وهمية بالخارج، بالتواطؤ مع شبكات التزوير العالمية، ويتم بموجب هذه الشهادات الحصول على مناصب عليا عند عودتهم الى الجزائر. الكناس: ''أغلب الطلبة يزورون للحصول على معدلات أكبر تسمح لهم بمزاولة الدراسة بالخارج'' أوضح، عبد المالك رحماني، المنسق الوطني للمجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي، أن ظاهرة تزوير الشهادات هي ظاهرة قديمة دأب عليها الجزائريون بهدف السفر الى الخارج واستكمال الدراسات العليا هناك. وقال رحماني أمس، في اتصال مع ''النهار'' أنه على سبيل المثال لا الحصر، تتلقى جامعة تيزي وزو تتلقى دوريا استدعاءات من جامعات أجنبية، تتضمن وثيقة بها شروط للالتحاق بها، وهي الوثائق التي يستغلها بعض الطلبة، سواء الحاصلين على شهادات البكالوريا أو شهادات عليا، بغرض الاستفادة منها. وذكر رحماني أن المعدلات التي تشترطها هذه الجامعات عالية لا تستجيب للمعدل الذي يحصل عليه أغلب الطلبة، وهو ما يجبرهم على رفع أغلب العلامات عن طريق التزوير بهدف الحصول على معدلات أكبر تسمح لهم بالحصول على تأشيرات السفر الى الخارج بناء على الاستدعاءات التي يتلقونها، فيما يلجأ آخرون تلقائيا إلى ذلك، دون الحصول على استدعاءات بهدف الهروب الى الضفة الأخرى. دليلة. ب فتح تحقيقات بأمريكا للكشف عن أصحاب الدبلومات الأمريكية المزورة 5 بالمائة من الشهادات التي يقدمها طالبو التأشيرات مزورة كشفت مؤكدة من السفارة الأمريكيةبالجزائر، أن نسبة التزوير في شهادات التعليم العالي بالجزائر قدرت بنسبة 5 بالمائة من إجمالي طلبات تأشيرات الهجرة المقدرة ب2205. وأوضحت المصادر أن شهادة البكالوريا من أكثر الشهادات تزويرا. وقالت المراجع ذاتها ل''النهار'' أن تسجيل بعض حالات التزوير في الشهادات الجامعية، للحصول على تأشيرة للسفر إلى أمريكا لا يشكل مشكلا للقنصلية الأمريكية التي تقول أن حالات التزوير قليلة ويتم الكشف عنها مباشرة وبكل سهول باعتبار أن القنصلية تعمل بالتنسيق مع العديد من الجهات الجزائرية للكشف على مثل هذه التجاوزات، حيث وبعد أن تتلقى مصالح القنصلية طالبات تأشيرة الهجرة تقوم بفتح تحقيق بمعية الشرطة والجامعات الجزائرية، وكذا الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات وفي حال اكتشاف التزوير في الشهادات المقدمة من قبل المعنيين، فيتم مباشرة إقصاؤهم من الاستفادة من التأشيرة ووضعهم في القائمة السوداء مما يعني أنهم لن يدخلوا الأراضي الأمريكية مدى الحياة. وفي السياق ذاته، قالت المراجع بشأن الجزائريين الذين يقومون بتزوير شهادات التعليم العالي في الخارج وبالأخص في أمريكا من أجل الحصول على مناصب عليا ومراكز مرموقة، أن القنصلية سجلت مثل هذه الحالات والتحقيقات لا تزال مفتوحة وذلك بناء على طلب من السلطات الجزائرية والشركات الخاصة، لتقوم بدورها القنصلية الأمريكية بمراسلة الجامعات الأمريكيةوالولايات، في ضوء تزايد الكشف عن الشهادات المزورة في العالم بشكل عام، وفي بشكل خاص في الجزائر، ومع تزايد أعداد الجامعات الوهمية والهزيلة التي تسعى إلى جباية المال بدلاً من تقديم العلم، في ضوء ذلك كله. آمال لكال نائب رئيس جامعة الجزائر: ''نتلقى يوميا مراسلات تتعلق بالتأكد من صحة الشهادة'' وفي لقاء معه، قال نائب رئيس جامعة الجزائر المكلف بالبيداغوجيا، أحمد بن رغدة، أن مصالح الجامعة تتلقى يوميا حوالي عشر مراسلات تتعلق بالتأكد من صحة الشهادات، يتم إرسالها من قبل جامعات أخرى جزائرية وأجنبية، وأخرى من مكاتب التوظيف، وأوضح المتحدث أنه من بين 10 شهادات يتم الكشف عن واحدة مزورة أي ما معدله 10 بالمائة من مجموع الشهادات، وقال أن هناك شبكات محلية وعالمية تقوم بالتزوير وما ساعد على تفشي الظاهرة التي تعد عالمية هو تطور التقنيات وتكنولوجيا الإعلام والاتصال، مضيفا أن الظاهرة لها علاقة بنزوح الشباب من الجنوب إلى الشمال، مضيفا أن أصحاب هذه الشهادات المزورة تمت إحالتهم على العدالة بتهمة التزوير، حيث قضت بالفصل من مناصبهم بالنسبة للموظفين، في حين تم حبس آخرين، وكانت الأحكام متفاوتة بحسب درجة المخالفة. خالد بن كرنان 20دكتوراه ''مزيفة'' محصل عليها من جامعات وهمية كشف عضو ''محاربة الفساد والمفسدين بجامعة وهران''، أن 20 شهادة دكتوراه مزورة يتم التحقيق فيها، في الوقت الذي لا توجد إحصاءات وتقارير رسمية لدى الجامعات الجزائرية والجهات المسؤولة. وقال عضو ''محاربة الفساد والمفسدين بجامعة وهران'' في اتصال مع ''النهار''، أن أصحاب الشهادات المزيفة التي يتم التحقيق فيها من الجهات الوصية وهيئات أخرى تم الحصول عليها بالخارج من أجل الحصول على مناصب عليا أو الترقيات وكذا الترشيحات في الانتخابات، موضحا أن ما شجع على انتشار هذه الظاهرة هو انتشار الجامعات الوهمية وغير المصادق عليها، والتي وبمجرد دفع مبالغ مالية محددة وبمجرد إرسال السيرة الذاتية يتم الحصول على الشهادة المرغوب فيها عبر العالم. وفي السياق ذاته، قال المصدر ذاته أن الجزائريين المشاركون في الجامعات الوهمية والحاصلين على شهادات مزورة يقومون بالتواطؤ مع مسؤولين سامين من أجل الترقية البيداغوجية والمهنية، في الوقت الذي تعرف فيه الجامعات الجزائرية تدهورا كبيرا، حيث أنه ومن ضمن 500 أحسن جامعة عالمية تغيب عنها الجزائر. ومن جانب آخر، أعرب الدكاترة عن تخوفهم بشأن المضامين المغلوطة المسجلة خلال مناقشة رسالات دكتوراه دولة غير المطابقة للنصوص القانونية، في ظل غياب مراقبة من مصالح الوزارة الوصية، التي اتهموها بمعاقبة وطرد كل دكتور حائز على شهادته في الأطر القانونية ومكافأة دكاترة ''مزيفين'' بتعيينهم في مناصب مرموقة. آمال لكال وزارة التعليم العالي لا ترد وقد حاولت ''النهار'' أمس، الحصول على معلومات أكثر من وزارة التعليم العالي، وإحصائيات حول الشهادات المزورة التي تم اكتشافها سواء بالجزائر أو الخارج، غير أننا لم نتلق أي رد. د. ب