افتتحت مساء أمس السبت الطبعة السابعة للأيام السينمائية لبجاية بعرض 3 أفلام (فيلمان قصيران وفيلم مطول) ، ويتعلق الأمر ب"قوليلي" لصبرينة دراوي و" سكتو" لخالد بن عيسى و "مسخرة" لالياس سالم التي نجحت في استمالة الجمهور الذي أبدى إعجابه بالطريقة التي عالج بها السنمائيون قضايا مجتمعاتهم وتناقضاتها وأحلامها، وقد لوحظ تشابه في المواضيع التي تناولتها هذه الأفلام الثلاثة بالرغم من اختلاف طريقة معالجتها. وكان بالإمكان والسهل حسب الملاحظين إدراج أبطال "مسخرة" على سبيل المثال التي تتناول بطريقة ساخرة بعض السلوكات الاجتماعية في الفيلمين الآخرين. ويعالج فيلم صبرينة دراوي موضوع امرأتين تعتبر الأولى نقيض الثانية من حيث السلوك و الرؤية للحياة و كيفية عيشها. ويقابل الاتزام الديني للأولى التحرر التام للثانية. لكن بالرغم من كل هذه التناقضات تعيش المرأتان في شقة واحدة في سلام و تتناقشان فيما بينهما في كل المواضيع، و تترجم المخرجة في فيلمها الصراع الموجود ما بين الجسد كوحدة مستقلة والضمير أو الروح. وكذا الصراع القائم على أساس "هل يعيش الانسان حياته بكل حربة بعيدا عن كل الضغوطات أم عليه أن يحمي نفسنه من الاغراءات الدنوية من أجل جنة موعودة"، ويظهر جليا أنه كان بإمكان بطلة "مسخرة" ريم في رحلتها العاطفية أن تمثل نفس الدور تقريبا في فيلم "قوليلي" بالنظر إلى البعد الفلسفي و الأخلاقي لهذا الدور، أما المخرج خالد بن عيسى فان اهتماماته تختلف قليلا عن رفاقه حيث تجري أحداث فيلمه في شارع بالعاصمة يتحول خلال إحدى الليالي إلى كابوس رهيب بالنسبة للبطل سماعين الذي يجد نفسه في هذه الليلة غير قادر على النوم بسبب دوامة الصخب و الضوضاء التي يحدثها جيرانه . و يستحيل عليه النوم في ظل الضجة التي تحدثها السيارات و حراس حظيرة الحي و صراخ الباعة ليبلغ به الأمر آخر المطاف إلى فقدان عقله. و هي الوضعية التي تعود بالمتفرج إلى الجو السائد في قرية لياس سالم التي هي مسرح مأساة اجتماعية خيالية هازلة.