شهدت ولاية ميلة عودة قوية للخرافات والمزاعم في ظل تزايد فضائح مدعي النبوة والهداية المطلقة، وكانت هذه المرة برسالة تحوز ''النهار'' على نسخة منها وصلتنا عن طريق أشخاص عاديين لمسنا فيهم الخوف المطلق اتجاه ما تحمله بين أسطرها، كونها تحذر كل من يخالف المطالب التي تحملها والقاضية بنسخها 30 مرة وتوزيعها على الناس. وفي اتصالات عديدة أجريناها مع العديد من الأئمة المنتشرين ببلديات ولاية ميلة، أكدوا لنا أنهم تلقوا نسخة من الرسالة عبر عدد من المصلين للبت في مدى صحة ما تقوله الرسالة المكتوبة بالكمبيوتر، والتي تحمل في طياتها 23 سطرا، تم فيها استعمال بعض المصطلحات اللغوية للدلالة على أن كاتبها إنسان ذو ثقافة جيدة، وقد جاءت الرسالة التي لم تحمل البسملة على غرار ما تقتضيه معظم الرسائل ذات البعد الديني بالصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، بعنوان بلاغ للناس ''وليتذكر أولو الألباب''، حيث في مقدمتها استهل بأنه خطاب موجه من المملكة العربية السعودية لكل المسلمين في أنحاء العالم مما سمته الرسالة الشيخ على حد زعمها أحمد خطيب المسجد النبوي على شاكلة رؤية منام بعدما ختم القرآن ليرى الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في هذا اليوم دون أن يحدد التاريخ، مات من الدنيا ستة آلاف مسلم ولم يدخل أحد منهم الجنة، مستدلا على أن الزوجات لم يعدن يطعن أزواجهن، والأغنياء لا يساعدون الفقراء، والناس لا تؤدي المناسك المطلوبة منها، ليصل كاتبها.. ''والشيخ أحمد يقول لكم إن كنتم مسلمين حقا وتقع بيده الرسالة عليه توزيعها على كل مسلم في العالم''، متعهدا بأن كل من يفعل هذا حسب ما جاء بالرسالة يحصل على المكافآت، وبأنه سوف ينال شفاعة المصطفى صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، وتاركها لن يرى الخير أبدا، وقد استشهد كاتب المراسلة أو كاتبيها على اعتبارها لم تحمل أي اسم، بثلاثة أمثلة منها من أعاد نسخها ثلاثين مرة ووزعها ففتحت أمامه أبواب الرزق، والشخص الثاني حفظها في درج مكتبه ونسيها فطرد من العمل، ليستدرك الأمر ليحصل بعدها على وظيفة أحسن، فيما كان المتعامل معها بازدراء توفي بعد تسعة أيام، والغريب في الرسالة التي لم تحمل أي توقيع سواء بختم أو شخص، أنها ذكرت أيضا اسم شخص قالت إنه دكتور يدعى عبد مصطفى يزعم بأنه شاهد الرسول ودعاه لتوزيع الرسالة، ولأجل التأكيد على مدى صدق وسلامة ما تحمله المراسلة، اتصلنا بإمام مسجد الزيتونة بشلغوم العيد أحد أكبر المساجد على المستوى الولاية، الشيخ عدلان، الذي أكد من جهته أنها موجودة في أغلب منتديات الانترنت، مضيفا بأن الاعتقاد فيها يعتبر شركا على اعتبار الإفلاس أو الخسارة أو الحياة والموت مسلمات بيد الله، مستشهدا بقوله سبحانه ''قل لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا''، معتبرا أن المسلم لا يعبد الله على الرؤية بل بالكتاب والسنة، داعيا المواطنين لعدم الاهتمام بهذه التفاهات والتحكم لميزان العقل وخدمة الوطن بدل الجري وراء المشعوذات مما يتداول في غير محله معربا عن أمله في تدخل الجهات المعنية للحد من هذه الخرافات عبر النوادي المفتوحة على الانترنت لخدمة المشاهد والقارئ.