سيشرع "قريبا" في أشغال تدعيم جسر سيدي راشد بقسنطينة بعد استرجاع المخطط الأصلي الذي تم وفقه إنجاز هذه المنشأة الفنية حسبما علم اليوم الأحد من مصدر من الولاية. ويعد استرجاع هذا المخطط المعد من قبل المهندس المعماري الذي صمم هذا الجسرالمنجز بالحجارة والذي عثر عليه مسؤولو قطاع الأشغال العمومية محليا ذا "قيمة جد كبيرة" بالنظر إلى أنه يحتوي على جميع تفاصيل إجراءات صيانة هذه المنشأة فضلا عن معلومات تقنية مفيدة حول أساليب التدخل في حالة التدهور. وقال ذات المصدر أن هذه الوثيقة التي ضاعت منذ عقود من الزمن كانت محل عملية بحث واسعة من طرف مسؤولي الأشغال العمومية مضيفا بأن محاولات الخبراء المحليين والأجانب الذين حاولوا تقديم حلول لإغلاق الشقوق الموجودة على أعمدة دعم هذا الجسر كانت غير فعالة. يذكر أنه حتى أحدث التقنيات والدراية الفنية للشركات الأجنبية فشلت في إيقاف "النزيف" الذي يضرب هذا الجسر الشهير لمدينة الصخر العتيق. ومن شأن استغلال المخطط الأصلي السماح للمسؤولين المعنيين بالإنجاز بإجراء عملية دعم "موثوق بها" ومبنية على أسس دقيقة و"بدون خطر قد يحدث أضرارا لا يمكن إصلاحها بهذا الهيكل الذي بني بالحجارة" حسب شروحات قدمها عدد من الخبراء. وقصد إعداد "تشخيص دقيق" حول الوضع الحالي لهذه المنشأة تم تنصيب لجنة تقنية "موسعة" تتكون من ممثلين عن الهيئات التنفيذية المعنية وخمسة خبراء من وزارة الأشغال العمومية و ذلك من طرف والي قسنطينة حسبما أعلنته مصالح ذات الولاية. وبالموازاة مع ذلك تم دعوة خبراء ينتمون لقطاعات كل من الري و الأشغال العمومية و محافظة الغابات والديوان الوطني للتطهير لإعداد وضبط تقرير مفصل حول ظاهرة الانزلاقات الأرضية "الحقيقية أو المفترضة" والتي كانت وراء تدهور هذا الجسر. وسيتم تعيين الشركة التي ستوكل لها مهمة أشغال الدعامة فور استكمال تشخيص ذات الخبراء المحليين حسبما علم من الولاية. و يبلغ طول الجسر 447 متر وعرضه 12 متر و تم إنجازه العام 1912 و يعتبر من أجمل الجسور في العالم. واستنادا لمسؤول محلي فإن استرجاع مخطط هذه المنشأة الفنية من قبل مصالح الأشغال العمومية سمح بالتأكد بأن جسر سيدي راشد سوف يبقى لأمد طويل يؤدي دوره في ربط وسط المدينة بمحطة السكك الحديدية وبمحور الطريق جنوب-شرق المدينة.