وجد العديد من تلاميذ المدارس والثانويات أنفسهم في الشوارع، وذلك عقب القرار الذي اتخذته نقابات التربية بالدخول في إضراب لمدة ثمانية أيام ابتداء من يوم الأحد الماضي، حين تحولوا إلى مناصرين بارعين لأشبال المدرب سعدان على طريقتهم الخاصة، بالمقابل فقد اغتنم تلاميذ آخرون ''الإضراب'' لبيع أقمصة لاعبي ''الخضر'' والأعلام الوطنية لعلهم قد يجنوا قليلا من المال. وفي جولة استطلاعية قادتنا أمس لبعض شوارع العاصمة، أين وقفنا على مشهد هؤلاء التلاميذ الذين اغتنموا فرصة دخول أساتذتهم في إضراب منذ يوم الأحد الماضي لمدة أسبوع قابل للتجديد بصفة آلية، لكي يجعلوا من الطرق السريعة فضاءات مناسبة لهم لبيع الأعلام الوطنية وأقصمة اللاعبين غير مكترثين إطلاقا ببرودة الطقس ولا بدروسهم ولا حتى بالحركة الاحتجاجية التي شل من خلالها الأساتذة والمعلمون في الأطوار التعليمية الثلاثة مختلف المؤسسات التربوية عبر الوطن. علما أن نسبة المشاركة في الحركة قد بلغت 80 بالمائة. وفي دردشة قصيرة جمعتنا ببعض تلاميذ ثانوية ''الإدريسي'' الذين وجدناهم واقفين بالقرب من مؤسستهم، لما تقربنا منهم وسألناهم عن الإضراب الذي سيدوم 8 أيام وتأثيره السلبي على تقدم الدروس، استغربوا لسؤالنا لأنهم وبكل بساطة لا يهمهم في الظرف الحالي لأن قلوبهم وعقولهم مع الفريق الوطني، متمنين أن يعود ''الخضر'' متأهلين من القاهرة وذلك بفوزهم على الفراعنة. حيث صرح التلميذ ''ت.ي'' الذي يدرس في السنة أولى ثانوي شعبة آداب وعلوم إنسانية أنه منذ أكثر من شهر لم يتوقف عن الحديث عن المنتخب الوطني وعن المباراة التصفوية التي ستجمعه بالفراعنة، سواء بداخل المؤسسة أو بالمنزل أو حتى بالشارع رفقة أبناء حيه، حيث أضاف قائلا: ''الدراسة بالنسبة لي قد توقفت في هذا الظرف وستستأنف بعد ال14 نوفمبر الجاري بإذن الله''، ليتدخل زميله المدعو ''ت أ'' الذي يدرس في السنة أولى ثانوي شعبة آداب وعلوم إنسانية مصرحا بأن لا شيء سيمنعهم من مشاهدة المباراة مهما كلفهم الأمر، مغتنما فرصة تواجدنا ليعبر لنا عن استيائه من كثافة الدروس وعدم توافقها والحجم الساعي الأسبوعي.. غير أن زميلهم ''محفوفي محمد'' الذي يدرس سنة ثالثة ثانوي والذي سيعيد شهادة البكالوريا للمرة الثانية، قال بأنه في هذا الظرف المميز لا شيء يهمه أكثر من المباراة التي ستجمع ''الخضر'' بالفراعنة، فلا بكالوريا ولا دراسة وهما مؤجلتان إلى ما بعد تاريخ 14 نوفمبر الجاري.