كشفت مصادر عليمة من السفارة الجزائرية ، أنه تم تسجيل تسريب لتذاكر مطابقة للتي سلمت لها من طرف الاتحاد المصري لكرة القدم والخاصة بالأنصار الجزائريين، وهي التذاكر التي ستستخدم في اختراق المناصرين الجزائريين لإحداث شغب والتسبب في معاقبة المنتخب الوطني الجزائري من طرف الاتحادية الدولية لكرة القدم "الفيفا" التي أوفدت ملاحظين إلى القاهرة لمراقبة ظروف سير المباراة. قبل أيام من الموعد الحاسم الذي سيجمع التشكيلة الوطنية لكرة القدم ضد المنتخب المصري فوق أرضية ميدانه بملعب القاهرة، فجرت مصادر أكيدة من السفارة الجزائرية بالقاهرة، فضيحة من النوع الثقيل، حيث كشفت أن مصالح السفارة قد تحصلت على معلومات خطيرة تفيد أن أطرافا من الاتحادية المصرية لكرة القدم قد سربت تذاكر مشابهة ومطابقة للتذاكر المخصصة للأنصار الجزائريين لحضور المباراة الأخيرة والحاسمة للتأهل لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، وهي التذاكر الوحيدة التي تسمح لأي شخص بالولوج إلى المربع المخصص للأنصار الجزائريين، وحسب المصادر التي أوردت الخبر لبعثة "النهار" بالعاصمة المصرية القاهرة، فإن هذا الانحراف الخطير قد يتسبب في أمور لا تحمد عقباها بين مناصري المنتخب الجزائري القادمين من الجزائري لمؤازرة فريقهم الوطني، ونظرائهم المصريين، حيث سيعمل هؤلاء الدخلاء على المربع الجزائري على نرفزة الأنصار لاستدراجهم لمشاحنات فوق المدرجات وهو الاحتمال المستبعد حسب مصدر الخبر الذي أكد أن الاحتمال الذي يفرض نفسه هو إقدام المتسللين على القيام بأي سلوك غير رياضي ومحضور من قبل الاتحادية الدولية وقوانينها لجلب انتباه المراقبين الدوليين وفرض عقوبات على الاتحادية الجزائرية لكرة القدم والمنتخب الوطني، ولا تستبعد مراجع "النهار" بالقاهرة أن يتمكن المناصرون المصريون من تسريب "الشماريخ" إلى المربع الجزائري وهي الوسائل التشجيعية المحظورة في الملاعب من قبل اتحادية كرة القدم "الفيفا"، كما يمكن للأنصار رمي زجاجات الماء وأي أشياء قد تخيف اللاعبين فوق أرضية الميدان، كل ذلك في سبيل انتزاع أقصى عقوبة ممكنة مثل تكرار سيناريو زيمبابوي حيث كادت حادثة رشق الجمهور لاعبي زمبابوي بالحجارة في إقصاء المنتخب المصري بعدما توقفت المباراة وإعادة ترتيب مقابلة ثانية في بلد ثانٍ، حيث خسرت مصر في المباراة الحاسمة، وهو السيناريو الذي تريد هذه الأطراف المتعصبة في مصر تكراره لكن في طبعة مغايرة تكون فيها الأنصار الجزائرية "المصرية" بطلة الحادثة. كيف سربت التذاكر؟؟ رغم أن عدد التذاكر المخصصة للجزائريين قد حسم فيه منذ أسابيع والذي حدد بألفي تذكرة للجزائر، إلا أن أطرافا لم تحددها مصادرنا ورفضت توجيه التهمة مباشرة للاتحاد لمصري لكرة القدم، قامت بطباعة نفس التذاكر الجزائرية بأعداد قدرت بالعشرات وهي تذاكر تُمكن مستعمليها من جلب انتباه المراقبين بكل سهولة، والأكيد أن كامرات التلفزيون والفضائيات المصرية ستركز اهتمامها على أي "خروج عن النص" يحدث في المدرجات الجزائرية والأكيد أنها ستقوم بمسح شامل كل زوايا المربع بحثا عن أي حركة غير عادية لاستغلالها في التهويل والترويج لكلام من شأنه تشويه صورة المشجعين الجزائريين والضغط على المراقبين الدوليين الذين سيلجؤون إلى صور الفيديو في حالة تسجيلات مناوشات في الدرجات أو رمي أي شيء من المدرجات إلى أرضية الميدان. المربع الجزائري ممنوع على المصريين رغم أن السلطات الأمنية المصرية ومسؤولي الاتحادية المصرية للكرة قد طمأنوا السفير الجزائري عبد القادر حجار ورئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم "الفاف" محمد روراة في اللقاءات التحضيرية التي جمعتهم بالقاهرة، بعدم السماح لأي مصري بالدخول إلى المدرجات المخصصة للأنصار الجزائريين باستاد القاهرة إلا بتذكرة خاصة مغايرة تماما للتذاكر المخصصة للمصريين، حيث سيكون رجال أمن الملعب ورجال الشرطة المصرية عند المداخل المخصصة للجزائريين لمنع أي شخص لا يحمل التذكرة المحددة من الدخول، إلا أن تسريب هذه التذاكر قد يصعب من مهمة رجال الأمن وسيسهل دخول هؤلاء لإحداث الشغب. حجار لا يؤكد ولا ينفي رغم ان الخبر ورد من السفارة الجزائرية بمصر، إلا أن السفير عبد القادر حجار لم يؤكد الخبر، وأكد في اتصال به أنه لا يملك معلومات دقيقة حول القضية وأن إمكانية حدوث ذلك صعب وغير ممكن، وقال أن الاتحاد المصري أكد له أن سيسهر على سلامة المناصرين، وهونفس انطباع الشرطة والداخلية المصرية التي ستمنع حدوث أي مناوشات بين الأنصار، ولكن ورغم إلحاحنا على السفير إلا أنه لم ينف الأمر بصفة قطعية مما يترك الانطباع أن السفير يعلم بأمور لا يريد الكشف عنها للصحافة، وباللهجة المصرية نقول "يا خبر بفلوس يوم 14 نوفمبر ببلاش".