بمفردها بعد رحيل زوجها عنها بطريقة أو بأخرى، لتجد نفسها في الاخير بلا سند ولا كاسب ولا ولي إلا الله سبحانه وتعالى، هو الكافي على كل حال لكن الإنسان بحاجة لأخيه الإنسان، ويحتاج لأن يكون وسط دفء عائلي حتى وإن كان يعيش في يسر مادي ورخاء، مثلما كان سيدنا آدم عليه السلام يتنعم في الجنة بكل خيراتها ونعيمها، لكنه بالرغم من ذلك وبالرغم من عيشه بجوار الرحمان، إلا أنه استوحش وشعر بأن شيء ما ينقصه، حتى جعل الله له من ضلعه حواء فاستأنس بها، هذا إن كان سيدنا آدم استوحش وهو في الجنة، فكيف يكون من يعيش في دنيا الشقاء، وخاصة إذا كانت امرأة ومتقدمة في السن وأكثر من هذا وذاك، تعيش برفقة أمها الطاعنة في السن وعمرها يتجاوز التسعين سنة ومريضة ؟؟؟ الرسالة : يا ابني فيصل لما لا تكتب عن الولية التي تبلغ من العمر خمسة وستون سنة وتعيش بلا سند رفقة أمها التي تبلغ من العمر تسعون سنة ومريضة، كنت أعمل في القطاع الصحي، لكن شياطين الإنس لعبولي بخبزتي، وأوقفوني عن العمل ومنذ ذلك الحين وأنا أتعذب وأتجول في الشوارع، من أجل كسب لقمة العيش، فعادة أتجول يوما كاملا ولا أتحصل حتى على ثمن شكارة حليب، ومع ذلك لا تهمني نفسي وإنما أفكر في أمي العجوز، حيث أطعمها وأسقيها وعندما تشبع هي أكون أنا بخير، صدقني يا بني فعادة ننام من دون عشاء ولا حتى غذاء ، وبالرغم من هذا أنا صابرة وصامدة ومحتسبة أجري عند الله سبحانه وتعالى. الرد : ليس لدي تعليق عن هذا الأمر، سوى أن أحييك وأهنئك على صبرك وتحملك وبرك بوالدت،ك وأوبخ نفسي وكل من كان قادرا على مساعدك أنت وأمثالك من الفقراء ولم يفعل، وخاصة أقاربك وجيرانك، وإليك ما طلبتي يا أماه فهذه قصيدة متواضعة ليست هدية لك، وإنما رسالة للآخرين ... قصيدة لوحيدة : يا الي قلتيلي وعلاش ما تحاولش تكتب قصيدة على لولية الي ما لقاتش حتى واحد وعايشة وحيدة حتى باش تخدم ماكاش لعبولي بخبزتي هاذي مدة خرّجوني وضحيت بلاش هاذا شحال وانا ممرمدة ومعايا يما طايحة فراش ربعة وتسعين عام و مريضة لوكان انا ما نوكلهاش شكون ليها فالزمان هذا ساعةكاين وساعة ماكاش نظل نطلب من هذا لهذا ساعات خبزة ما نلقاهاش وشايدة في ربي او حامدة ايلا تغذيت ما نتعشاش ويلا تعشيت ما نتغذى وساعة اذا لعشى ماكفاش المهم تاكل غير الوالدة وانا نصبر مادام ماكاش ونحمل حتى تفوت الشدة الي خلقنا ... ما ضيعناش وهو يفرج علينا مبعدا لكن الحاجة لي مافهمتهاش كيفاه الناس راهي راقدة يادرا صح ما علابالهاش ولا لقلوب ولات باردة . تأليف فيصل كرشوش كل الحقوق محفوظة