أغلبها في الجنوب وتفتقر لهياكل متخصصة طبيب واحد لعلاج 2200 مصاب بالأمراض العقلية قدر عدد الولايات العاجزة عن التكفل بمرضاها العقليين 12 ولاية، أغلبها من الجنوب، حيث لا تتوفر على أية خدمة على المستوى الجواري، كما يعد علاج مرضاها مشكلة حقيقية. وحسب الإحصائيات الأخيرة الصادرة عن وزارة الصحة فيما يخص الصحة العقلية، تعتبر ولايات الجنوب الأكثر تدهورا ومن دون أي علاجات ذات مستوى عال، وتشمل كلا من ولاية أدرار وبشار والبيض وتندوف والنعامة والأغواط وبسكرة وتمنراست وورڤلة وإليزي والوادي وغرداية. واستنادا إلى ذات المصدر، تتوفر الهضاب العليا على مصلحة واحدة فقط في طب الأمراض العقلية ذات المستوى العالي، والموجودة على مستوى المؤسسة الاستشفائية في قسنطينة، بالمقابل لا تتوفر ولاية الجلفة وبرج بوعريريج على أي هيكل لطب الأمراض العقلية. وعلى الصعيد ذاته، يقدر عدد الاستشارات الإجمالي على مستوى المؤسسات الصحية المتخصصة في طب الأمراض العقلية أزيد من 800 ألف حالة، حيث احتلت الاستشارات النفسية الصدارة ب400 ألف إستشارة. وشهدت حالات الاستشارات على مستوى مصالح الأمراض العقلية تزايدا رهيبا، مقابل نقص فادح في الأطباء المعالجين، الذين يبلغ عددهم 898 طبيب فقط بسبب مغادرة العديد منهم البلاد للعمل في فرنسا، بالنظر إلى التطلب المتزايد عليهم. حيث يتوجه سنويا عشرة أخصائيين جزائريين في طب الأمراض العقلية إلى الخارج، من أصل مئة طبيب يتم تكوينهم من قبل الجامعة الجزائرية. وحسب المتخصصين في الأمراض العقلية ممن تحدثت إليهم «النهار»، في كل من العاصمة وتيزي وزو والبليدة، فإن الأزمات والمشاكل الاجتماعية مثل البطالة والسكن وعدم القدرة على الزواج. فضلا عن الضغوطات التي يمارسها أرباب العمل ضد مستخدميهم، تسببت لأصحابها في الإصابة باضطرابات سلوكية وأمراض عقلية لأزيد من مليوني جزائري عجزوا عن مواجهة مشاكلهم اليومية. مشيرين إلى أن مركزي العاصمة والبليدة يعانيان من الاختناق نتيجة توافد مئات المرضى من باقي ولايات الوطن بسبب عدم وجود متخصصين ومراكز متخصصة للتكفل بهذه الشريحة. وعلى الصعيد ذاته، أكّد الأطباء أنّ أزمة الفراغ التي تتولد عن البطالة، هي من أكثر مسببات الاضطرابات العقلية والأزمات النفسية عند الجزائريين، نتيجة اليأس الذي يتعرضون إليه، بعدما ضاقت بهم السبل، لتكون النتيجة التعرض إلى انهيارات نفسية والعجز عن الإدراك. كما أن أغلب الإصابات تسجل وسط أشخاص يقطنون في الأحياء الشعبية، التي تتميز بضيق السكن وانعدام مساحات الترويح، التي تدفع بالشخص إلى عدم القدرة على تحمل ضغوط الحياة