دعا عبد العزيز بلخادم الأمين العام للهيئة التنفيذية لحزب جبهة التحير الوطني اليوم الجمعة بالجزائر العاصمة مناضلي ومناضلات حزبه الى التجند من اجل رفع تحديات المستقبل وكسب رهان التنمية التي تخوضها الجزائر في شتى الميادين. و قال بلخادم في كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية لأشغال المؤتمر التاسع لحزب جبهة التحير الوطني أن المرحلة القادمة تتطلب "منا تنويع الاقتصاد الوطني ورفع وتيرة التنمية و النمو لخلق مناصب شغل جديدة" وخاصة في الميدان الفلاحي ووضع بدائل لمرحلة ما بعد البترول. و ابرز المتحدث أهمية تشجيع الجهود والقدرات الرامية لتحقيق انجازات أخرى تساهم في توسيع القاعدة الاجتماعية و العدالة ملحا على ضرورة العمل من اجل التكفل بالانشغالات الحقيقية للمواطنين. و تطرق الأمين العام للهيئة التفيذية للحزب الى الانجازات التي حققتها الجزائر في السنوات الأخيرة في مختلف المجالات وكذا دعم القدرة الشرائية للمواطنين ورفع أجور عمال القطاع الاقتصادي ومواجهة انعكاسات الأزمة المالية العالمية ومعالجة ملفات هامة. وفي هذا السياق قال المتدخل أن "الأمل يحدونا لجعل بلادنا تحتل الصدارة في مجال التنمية" وتكريس اهتمامات وانشغالات المواطنين الى واقع تلمسه الأجيال القادمة وتوليد الثقة بين الجميع وتعزيز اللحمة بين مختلف الفئات. وذكر المتدخل أن المؤتمر التاسع الذي ينعقد خمس سنوات بعد المؤتمر الثامن الجامع يضع لبنة أخرى ليدعم مسار الحزب و يعزز خصوصياته التي تجمع بين التحيين السياسي و النضالي والتنظيمي و بين البعد الاستشرافي المرتكز على المرجعيات التاريخية و المفصلات الأدبية لمختلف مراحل الحزب. و من جهة أخرى تعرض بلخادم الى الأحداث الداخلية التي عاشها حزب جبهة التحرير في السنوات الماضية والجهود التي بذلت من طرف مناضلي ومناضلات الحزب لتجاوز الصعوبات ونبذ كل اشكال الفرقة. وأضاف بلخادم في هذا الصدد بان هذا الموعد يعتبر مناسبة للتفكير في كيفية مواصلة التجديد مع الماضي حتى يتسنى لنا--كما قال-- أن نجد في الممارسة اليومية ما يتناسب مع اهتمامات وانشغالات المواطنين والمناضلين. وعند تطرقه للنتائج التي حققها حزبه خلال الاستحاقات الماضية ركز بلخادم على الدور الهام الذي لعبه الحزب في مساندة مبادرتي رئيس الجمهورية الخاصتين بميثاق السلم والمصالحة الوطنية وتعديل الدستور. وفي سياق ثاني تعرض السيد بلخادم الى بعض الآفات التي ظهرت على الساحة السياسية مؤخرا والمتمثلة في "شراء الذمم" حيث دعا في هذا المجال الى مكافحة هذه الظاهرة ومحاربة السلوكات التي انحرفت عن الواقع. وقدم الأمين العام بالمناسبة نبذة عن مسار التحالف الرئاسي ودوره في ترسيخ مبادئ الديمقراطية والتعددية السياسية في الجزائر وممارسة تقاليد أخلاقية كانت تفتقدها البلاد في عصر "الدمار والدموع" الى جانب الدفاع عن مؤسسات الدولة. وبخصوص موضوع الفساد واستغلال السلطة لأغراض شخصية أبرز بلخادم أهمية تظافر جهود الجميع من أجل القضاء على هذه الآفة مشيرا الى أن تحقيق ذلك "ليس بالأمر الصعب". وتطرق الأمين العام للهيئة التنفيذية للحزب بالمناسبة الى دور الشباب الجزائري في الحياة السياسية وكذا مساهمته الفعالة في دفع عجلة التنمية الى الأمام وكذا التحلي بروح المواطنة مستشهدا بذلك في هبة هذه الفئة لمناصرة المنتخب الوطني لكرة القدم خلال تصفيات كاس العالم. وخلص بلخام الى التأكيد أن مؤتمر الحزب التاسع يعد لبنة تدعم مسار الحزب وتحيين مرجعيته وفرصة لوضع تصورات استشرافية من شانها تحقيق أهداف طموحة تصب في مصلحة الشعب والوطن. ومن المقرر أن تتميز أشغال الجلسة المسائية للمؤتمر بتشكيل مكتب المؤتمر واللجان المكلفة بإعداد التقارير الخاصة بالمشاريع المطروحة للنقاش.