واصل أمس طاقم طبّي بريطاني يعمل بمستشفى بوبا كروموال، في إجراء عمليات جراحية بالعيادة الطبية الجراحية ببو اسماعيل لأطفال مصابين بتشوهات خلقية معقدة على مستوى القلب، على أن تستمر تلك العمليات إلى غاية الإثنين القادم، في إجراء هو الأول من نوعه مع مستشفى بريطاني، حيث كانت هذه الخطوة متمثلة في التعاقد مع مؤسسة استشفائية أجنبية، بدلا من التعاقد مع أطباء أجانب، مثلما هو معمول به في قطاع الصحة بالجزائر. حيث كان الإجراء المعتمد في سنوات مضت من طرف صندوق "كناس"، هو التعاقد مع أطباء فرنسيين وبرازيليين بشكل فردي، للقيام بعمليات جراحية معقّدة بالجزائر، بدلا من نقل المرضى للعلاج في الخارج، في إجراء كان الهدف منه هو التقليص من فاتورة العلاج. غير أن الإنتقال إلى إجراء آخر ويتمثل في التعاقد مع مؤسسات استشفائية بريطانية، بدلا من التعاقد مع أطباء أجانب، خصوصا من فرنسا، يهدف إلى تفادي الأخطاء التي كانت تقع في السابق، والتي يتلخص معظمها في تحول العمليات الجراحية إلى "بزنسة" ومحاولات تحايل على المرضى الجزائريين، الذين وقعوا في كثير من المرات، ضحية أخطاء طبية لعدة أطباء شهاداتهم مشكوك فيها. لوح يؤكد نجاعة الإتفاقية ويواصل التعامل مع البريطانيين لإنجاح العمليات الجراحية وفي الوقت الذي تواصل وزارة الصحة التعامل والتعاقد مع أطباء فرنسيين وبرازيليين، بطريقة فردية لإجراء عمليات جراحية جد خطيرة ومعقدة، فضل صندوق الضمان الإجتماعي، التّعاقد مع مستشفى بريطاني وإحضار طاقم طبي بدلا من جراح واحد، حيث عرفت العملية نجاحا من عدة زوايا، حسب تصريح وزير العمل و الضمان الإجتماعي طيب لوح في عدة مناسبات، فقد أكد طيب لوح مؤخرا، أن التعاقد مع البريطانيين في مجال إجراء عمليات جراحية بالجزائر، عرف تخفيضا معتبرا في سعر العملية، مقارنة بالأطباء الفرنسيين، ومن ناحية أخرى فقد أفاد الوزير أن جميع العمليات التي أجراها الطاقم الطبي البريطاني ناجحة، كما مكّن الإجراء الأطباء الجزائريين من التكوين وأخذ الخبرة من الطاقم الطبي البريطاني، الذي يقدم محاضرات علمية أثناء تواجده بالجزائر. بقاط: "أطباء أجانب حولوا الجزائريين إلى فئران تجارب" وفي ذات السياق أوضح الدكتور بقاط؛ أن الخطوة التي أقدم عليها الصندوق الوطني الإجتماعي جد إيجابية، تقف في وجه عدة تجاوزات وقعت بقطاع الصحة السنوات الأخيرة، أين تمكن عدة أطباء أجانب حسب بقاظ من دخول أرض الوطن، وهم غير مؤهلين لممارسة مهنة الطب وحولوا الجزائريين إلى فئران تجارب، وتعلموا على أجسادهم مهنة الجراحة، مشيرا أن معاقبتهم أو ملاحقتهم في حالة ارتكابهم خطأ طبي غير ممكن، لأن الكثير منهم يغادر أرض الوطن قبل اكتشاف أمره وإدانته. وأضاف عميد الأطباء الجزائريين؛ أن الإجراء الذي أقدم عليه الصندوق، يحمّل مسؤولية أي خطأ طبي أو مشكل قد يرتكبه الطبيب المستشفى الذي يعمل به، والذي تعاقدت معه وزارة العمل، عكس ما كان معمول به في السابق، أين كانت ولا زالت وزارة الصحة تجلب أطباء فرنسيين وبرازيليين، يجرون عمليات خطيرة لجزائريين، دون معرفة الجهة التي ينتمون إليها، وقد يرتكبون أخطاء طبية بالجملة، دون أن يلقون أي عقاب. وأشار محدثنا أن مشكل الأطباء الأجانب المتواجدين بالجزائر؛ هو مشكل صحة شهاداتهم، الأمر الذي يصعب التأكد منه، لكن قال محدثنا أن التّعاقد مع مستشفى، قد يؤكد أن الطبيب الذي سيجرى العملية بالجزائر، حاصل على شهادة الطبّ لأنّه يعمل بالمستشفى.