أحرق مواطنون غاضبون في منطقة بوكانون بولاية تلمسان ليلة أول أمس، ما يزيد عن 300 سيارة بمقر وحدة الجمارك، كما تعرض عون جمركي لإصابة خطيرة على مستوى الرأس. وتقول مصادر مسؤولة بالجمارك؛ أن السيارات التي تم حرقها، أغلبها محجوزة من التهريب قدر عددها ب 305 سيارة، فضلا عن حرق 4 سيارات ملك لأعوان الجمارك، وهي سيارات كليو، سيارة بيجو 206، بيجو 307 وسيارات غولف من الجيل الرابع، بالمقابل قام سكان المنطقة بحرق 4 سيارات رباعية الدفع، خاصة بمديرية الجمارك وهي سيارة نيسان رباعية الدفع، سيارة أخرى 4*4 "2009"، سيارة تويوتا ستايشن "2005"، وسيارة تويوتا أخرى "1993"، فضلا عن سيارة بيجو "جي 5". تفاصيل الحادثة حسبما نقلت مراجع "النهار"؛ تعود إلى عشية أول أمس الجمعة، حين كانت دورية للجمارك تتتبّع مهربا شابا "ب.أمين"، وهو طالب جامعي من منطقة بوكانون عمره 19 سنة، كان على متن سيارة "رونو اكسبريس" بدون وثائق، حيث ورغم مطاردة سيارة الجمارك له، وتقديمها أوامر بالتوقف، غير أن هذا الأخير رفض الإنصياع، وواصل الفرار بسرعة كبيرة، أين فقد السيطرة على السيارة التي كان يقودها، في النقطة الحدودية المسماة عق الجبل التابعة إداريا لباب العسة، ليلقى حتفه في حادث مرور. ونقلت مصادر عليمة ل "النهار"؛ أنه عقب وفاة الشاب قام أكثر من 400 شاب من أبناء حيه، وبالتحديد على الساعة التاسعة إلا خمسة دقائق، بمهاجمة مقر فرق الجمارك ومقر حرس الحدود التابع للأمن الوطني، علاوة على الحي السكني، أين يقطن 7 أعوان للجمارك، وفي هذا الصدد قالت مراجعنا؛ أنه لو لا تدخل مصالح الدرك الوطني، لما تراجع السكان على مهاجمة الجمركيين الذين دخلوا في اشتباكات مع المحتجين الذين اقتحموا مقرات سكنهم، ولفتت المراجع التي أوردت المعلومة ل "النهار"؛ أن عملية الحرق التي مست المركز الحدودي لبوكانون، أسفرت عن إتلاف 231 سيارة، في حين تم حرق مقر الفرقة لبوكانون وإتلاف 78 سيارة، إضافة إلى أجهزة للإعلام الآلي، أسرة، الأرشيف ودراجة نارية، ولم تتوقف أعمال الشغب عند هذا الحد، بل امتدت إلى مقر مركز شرطة الحدود التابعة للأمن الوطني، أين تم حرق 5 مخازن للسلع، محركات، أغطية وأفرشة، كحوليات، وعجلات مطاطية، فضلا عن قاعدة الحياة التي تتوفر على البدلات الرسمية عتاد أعوان الأمن، كما تم حرق وإستيلاء على كمية هامة من الذخيرة والرصاص الذي يعود إلى مصالح الأمن، وواصل المحتجون ثورتهم بحرق نادي الشرطة ولوازمه. توقيف 14 شخصا من المشتبه بهم وقد أسفرت عملية تدخل أعوان الدرك والأمن والجمارك، عن توقيف 14 شخصا للإشتباه في تورطهم في أعمال شغب، ومازالت التحقيقات متواصلة للوصول إلى الأطراف الرئيسية التي أشعلت نار الفتنة، بالمقابل نقلت مصادر مسؤولة؛ أنّه لولا تدخل مصالح الدرك الوطني، لأتى المحتجون على الأخضر واليابس. حرس حدود "المخزن" يطوقون المنطقة المغربية المجاورة لبوكانون وقد عرفت المنطقة الحدودية الرابطة بين الجزائر والمملكة المغربية، توافدا كبيرا لحرس الحدود المغربية، التي طوقت منطقة أحفير المغربية، التي لا تبعد عن منطقة الشغب إلا بحوالي 500 متر، في وقت قام حراس الحدود الجزائريون بتطويق المكان، وانتشرت قوات الدرك الوطني بمقر القرية التابعة لبلدية مسيردة نقافة، التابعة لدائرة باب العسة.