صورة من الأرشيف عاشت قرية بوكانون الحدودية التي تطل على أحفير المغربية ليلة أول أمس أحداث شغب كبيرة غير مسبوقة أعقبت مطاردة دورية الجمارك لشاب يقطن ببلدية باب العسة يبلغ من العمر 18 سنة، كان على متن سيارة من دون وثائق ورفض الانصياع لأوامر التوقف، لتنتهي عملية المطاردة بانقلاب السيارة ووفاة الشاب... ومباشرة عقب انتشار الخبر، لينتقل ما يفوق مائة متظاهر تجاه مركز فرقة الجمارك ببوكانون المتواجد بالمعبر الحدودي طريق "الواحدة" سابقا والذي يبعد عن منطقة بني درار المغربية بعشرات الأمتار، ثم قاموا بحرقه مع عدد من الأسلاك الكهربائية، أين أضرموا النيران بمقر فرقة الجمارك قبل أن يحرقوا حظيرة السيارات المحجوزة التي تركن بها ما بين 300 إلى 500 سيارة، وازداد هلع السكان بعد أن امتدت ألسنة اللهب إلى المنازل المجاورة قبل تدخل الحماية المدنية وقوات التدخل السريع التابعة للدرك الوطني التي التحقت بعين المكان ليلا. ما تسبب في إصابة عون الجمارك على إثر عمليات رشق بالحجارة، وتحولت بلدية بوكانون إلى منطقة رعب يلفها الظلام الدامس. وأفاد شهود عيان للشروق اليومي أن الشباب المحتج قام بالصعود إلى المكان المعروف محليا ب "البوست"، وهي هضبة تتيح لهم مراقبة المكان، مما جعلهم يهربون قبل قدوم عناصر الدرك الوطني التي نجحت في إعادة الأمور إلى نصابها، وقد خلفت الاحتجاجات التي أعقبت وفاة الشاب إصابة جمركي بحجر، حيث تم نقله إلى مستشفى مغنية، أين خضع للعلاج، ونفت مصادر طبية بمستشفى باب العسة أن يكون الشاب أمين قد تعرض لأي اطلاق نار وهي الإشاعات التي كانت قد ساهمت في تأجيج الأزمة وأحداث المشادات. وبعدها قام أعوان الدرك الوطني وحراس الحدود بتشديد الرقابة على الشريط الحدودي وفتح تحقيق حول الحادثة لكشف المتسببين في أعمال الشغب. وتعتبر هذه الحادثة الثانية من نوعها في السنتين الأخيرتين، حيث سبق لمهربين بمغنية أن أحرقوا مركز حجز السلع المهربة بقرية العقيد لطفي بمغنية، كما أن الاعتداءات على عناصر الجمارك الوطنية باتت تتكرر.