تقع مدينة بني صاف على السّاحل الجزائري الغربي، في الجانب الغربي من البحر الأبيض المتوسط، وتبعد 16 كيلومترًا عن عاصمة الولاية عين تموشنت، ولها وجهان: بني صاف القديمة الملاصقة للبحر، وتشكل الوجه التّراثي، فيما تتمدّد بني صاف الحديثة جنوبا على التّلال المحيطة، عاكسة التّطور العمراني في المدينة على مرّ العصور. البلدة القديمة في بني صاف، تشكل جزءًا مهمًا من المنطقة الأثرية والتّاريخية للمدينة، حيث ينعش مناخ التّاريخ أجواءها، تتذكر الأسلاف والحضارات التي تعاقبت، تطلق الماضي القريب والبعيد وتأسر زائرها من النّظرة الأولى. عندما تتقدم في شوارع المدينة، توزّع نظراتك بين المحال المتنوعة التي تصطف جنبًا إلى جنب، تحتوي على كل المواد الإستهلاكية و الألبسة بأسعار معقولة، تجعلها مقصدًا لبلدات وقرى الجوار، تشدك رائحة الشّواء العبقة، والرائحة هناك تبعث فيك الشهية. ولكي تمحو الحدود بين الشّرق والغرب، لابد لك من زيارة شاطئ البئر الذي يعد قبلة للسواح ممن استهواهم جوه النقي وطبيعته الخلابة التي احتضنتها الطبيعة فكان له مقامه الخاص وسط شواطئ المنطقة، ما إن تصل إلى بني صاف، حتّى يتجلى لك مدى إرث المنطقة وجمالها الخلاب، الذي شدى به العديد من الفنانين. وليس ببعيد عن مدينة بني صاف بحوالي 7 كيلومترات فقط من الغابات الخضراء التي اعتاد السياح الجلوس والسمر بها، كما تعتبر قبلة للسواح للشواء والإستجمام، يتواجد شاطئ رشقون الذي يعتبر من بين أهم الشواطئ بولاية عين تموشنت، الذي يعرف إقبالا واسعا للسواح من مختلف أنحاء الوطن، نظرا لطبيعته الخلابة التي تحكي جمال المنطقة، ما إن تصل شاطئ رشقون وتمد نظرك إلى الجهة الغربية منه في الأعلى، يتوجب عليك الوقوف على مركب سياحي، الذي يعتبر من بين أحد المناطق السياحية، والذي يحوي على حوالي أكثر من 50 "بنڤالو" شيدت بطريقة عصرية، جمعت بين الماضي والحاضر في قالب عمراني جميل، يتوسطها مسبح يطل على البحر، يحلو للكثير من الزوار هذا المكان عند غروب الشمس التي تحكي في طياتها جمالا لا يضاهيه جمال. صنّفت جزيرة شقرون ضمن المواقع التاريخية للتراث الثقافي والتاريخي لولاية عين تموشنت، حيث تمتد على مساحة 26 هكتارا، ويقول المؤرخون أنّ تاريخ وجود الإنسان بهذا الجبل يعود إلى عصور ما قبل التاريخ، في حين أرجع المؤرخون دخول الفينيقيين إلى الجزيرة إلى القرن السابع قبل الميلاد، استنادا إلى القطع الخزفية التي تم العثور عليها بالموقع القديم، وما يزيد من جمال المعالم السّياحية بالولاية، أنّها تضم عدّة مواقع أثرية جميلة.