وقع أول أمس الشاعر والروائي إبراهيم نصر الله روايته الملحمية "زمن الخيول البيضاء" في جناح المؤسسة العربية للدراسات والنشر بمعرض البحرين الدولي الثالث عشر للكتاب. وتتناول الرواية ستين عاما من تاريخ الشعب الفلسطيني، بدءا من نهايات القرن التاسع عشر، حتى عام النكبة. وقد قوبلت الرواية منذ صدورها باهتمام بالغ في الساحة النقدية العربية وسجلت أعلى المبيعات في عدد من معارض الكتب، كما تم الاحتفال بها في مدينة حيفا ويجري التحضير لعقد ندوات عنها في رام الله ودمشق وعمان. ويرى بعض النقاد أن زمن الخيول البيضاء هي الرواية الأكثر تكاملا وتماسكا التي تأملت تلك الفترة من التاريخ الفلسطيني وقد أقام الكاتب عمله الملحمي على مجاز الخيل، إذ الخيل مرآة للتناسق والجمال والأرواح الهادئة، وإذ الفلاح الفلسطيني مرآة لخيوله البيضاء، فهي امتداد له وهو امتداد لها ولعل تبادلية العلاقة الجمالية بين البشر والخيول هي التي أتاحت للحكاية المتوالدة أن تستولد نسقاً طويلاً من البشر، يتمتعون بالحب ونضارة الوجوه وصلابة الروح بل أنّ في العلاقة الروحية الغامضة بين البشر والخيول ما يحيل على طبيعة فلسطينية توحّد بين الإنسان والأرض والحيوان والطيور. يذكر أن نصر الله ينطلق في بنائه لروايته، التي عمل على الإعداد لها 22 عاما، من قول عربي قديم يقول: لقد خلق الله الحصان من الريح والإنسان من التراب. ويضيف نصر الله "والبيوت من البشر" وبهذا يُقسًّم روايته إلى ثلاثة أجزاء: الريح، التراب، البشر.