تمكنت أمس قوات الجيش الوطني الشعبي في عملية نوعية، من إلقاء القبض على ثلاثة إرهابيين ينشطون تحت إمرة المدعو ''عبد الحميد أبو زيد'' أمير كتيبة ''طارق بن زياد''، ضمن تنظيم ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي''. وتعتبر هذه العملية الأهم التي تنفذ جنوب صحراء الجزائر خلال الأسابيع الأخيرة. الإرهابيون الموقوفون -حسب مصادر مطلعة ل''النهار''-، من بينهم اثنان من جنسيات أجنبية ويتعلق الأمر بإرهابي يحمل الجنسية المالية ووآخر من جنسية موريتانية ألقي القبض عليهم بالطريق المؤدي إلى مدينة تين زاواتين بولاية تمنراست من طرف قوات الجيش، بعد المتابعة والمراقبة التي قام بها جهاز الإستخبارات التابع للجيش الشعبي الوطني، أسفر عن رصد تحركات هؤلاء الإرهابيين الثلاث ومعرفة مسار رحلتهم، أين تم اختيار الطريق المؤدي إلى مدينة تين زاواتين، لنصب كمين أفضى إلى الإطاحة بهم. كما أكدت مصادر ''النهار'' أن الإرهابيين الموقوفين كانوا موفدين من طرف أمير كتائب الصحراء في تنظيم ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي''، المدعو ''عبد الحميد أبو زيد'' إلى عبد المالك دروكدال المكنى ''أبو مصعب عبد الودود''، زعيم التنظيم الإرهابي المحاصر حاليا رفقة 150 من أتباعه في غابة زكري بولاية تيزي وزو منذ أيام من طرف قوات الجيش الوطني الشعبي. وقد تم خلال العملية التي استهدفت ناشطي ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي''، حجز مبلغ مالي لديهم أثناء عملية التوقيف قدر ب 100 ألف أورو، وذلك لتزويد قيادة التنظيم بالأموال، إثر الحصار الذي فرضته قوات الجيش الوطني الشعبي على قيادة التنظيم في المناطق الشمالية، إضافة إلى الإطاحة بشبكات الإسناد والدعم المنتشرة ببعض الولايات. ويرجح خبراء أن يكون المبلغ الذي عثر عليه وهي بالعملة الصعبة، جزء من أموال الفدية التي تحصل عليها التنظيم المسلح خلال عمليات اختطاف سابقة للرهائن الأوربيين في منطقة الساحل الإفريقي. كما أضافت مصادر ''النهار'' أنّه تم نقل الإرهابيين الثلاثة إلى ثكنة بالقيادة الجهوية للجيش بالجنوب بولاية ورڤلة، لاستكمال إجراءات التحقيق، حيث تعد هذه الضربة التي سددها الجيش الوطني لهذا التنظيم الإرهابي موجعة، بعد توالي سلسلة من العمليات الناجحة التي نفذتها قوات الأمن المشتركة بالجنوب والشمال. للإشارة مازال ''عبد الحميد أبو زيد'' يحتفظ بالرعايا الفرنسيين المختطفين في شمال النيجر، وقد باشرت بداية الأسبوع الجاري القوات العسكرية المالية والموريتانية دوريات مشتركة في المناطق التي يتواجد بها ناشطو التنظيم الإرهابي، في عمليات تهدف إلى الضغط عليهم وتسهيل مهمة رصد تحركاتهم من طرف القوات الخاصة الفرنسية المنتشرة شمال النيجر.