السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: أنا أم لشاب في الخامسة والعشرين من عمره سافر برغبة من والده من أجل الدراسة، وكان أملنا فيه كبير، لأنه الوحيد بين إخوته من التحق بالجامعة، فلم نكن نبخل عليه بشيء، فكل طلباته المادية كانت مستجابة، رغم ذلك لم يهتم بأمرنا ورجع بعد سنتين قبل أن يتم دراسته. لقد خيب أملنا فيه، لأنه عاد خال اليدين إلا من طفلة صغيرة، قال أنها ابنته من الفتاة الأجنبية، التي وقع في حبها وتزوجها، في ظروف معيشية سيئة، مما انعكس على حياته الدراسية، وبعد تفاقم المشاكل انفصل عن زوجته التي رفضت حضانة الطفلة، فلم يجد أمامه من الحلول سوى العودة إلينا بخيبته. هذا التصرف يا سيدة نور، جعل والده يتبرأ منه وقد طلب مني القيام بنفس الشيء وإلا الطلاق، فأنا لا أعرف كيف أتصرف، هذا ما جعلني أنشد الحل لمشكلتي بحوزتك سيدتي نور. خديجة / باتنة الرد: أيتها الأم الفاضلة، احمدي الله أن ابنك لم يختر طريق المعاصي، فقد تزوج على سنة الله ورسوله، لقد رجع بدون شهادة، ولكن ماذا لو رجع بها بعدما اقترف المعاصي واتبع طريق الشيطان، فأيهما أفضل بالنسبة لكم؟ عليك أن تسايري زوجك في الوقت الحالي، بمعنى أن توافقيه الرأي، ولكن يجب أن تكوني على علاقة سرية بابنك، لأنه بحاجة إليك في هذه المحنة، وعندما تروق نفسه وتهدأ أعصابه، اطلبي تدخل الأخيار من العائلة. أيتها الأم الفاضلة، كل إنسان معرض للخطأ وقد لا ينجح في أمور تم إجباره عليها، هو حال ابنك، فلا تتركيه يضيع في غياهب الحياة دون أهله وأقرب المقربين إليه، حفيدتك عرض يجب أن يصان، وأن تتربى على أحسن حال، أما بالنسبة لزوجك، فما عليك إلا الصلاة والدعاء له بأن يتساهل ويقف إلى جانب ابنه، لا تكوني انهزامية مستسلمة، لأن مشكلة كهذه تحتاج إلى التأني والرزانة، أسأل الله أن يستجيب لدعواتك ويبدل أحوالك إلى أحسن حال. ردت نور