الفنان التشكيلي محمود طالب يهدي جِدارية القمة العربية لبغداد قال سفير العراق بالجزائر عدي الخير الله، ردا على سؤال تعلق بطلب ليبيا تأجيل القمة في ظل الأحداث التي تشهدها عدة بلدان عربية، أن بلاده لم تتلقَ أية دعوة من أي بلد في هذا الخصوص، وأن القمة ستكون في وقتها المحدد. وأوضح السفير سهرة أول أمس، في لقاء بالصحافة، ردا على سؤال ''النهار'' تعلق بالأوضاع الأمنية التي تشهدها بلاد ''الدجلة والفرات''، خاصة بالنسبة إلى الوفود الكثيرة التي ستحضر القمة، أن الأوضاع الأمنية تحسنت كثيرا ولا يوجد أي مشكل أو قلق من هذه الناحية بالنسبة إلى المشاركين. ومن جهة أخرى، كشف الفنان التشكيلي محمود طالب مساء أول أمس، بمقر إقامة سفارة العراق في الشراڤة، عن الجِدارية التي رسمها لتكون شاهدا فنيا جزائريا في بغداد التي ستستضيف القادة العرب في القمة العربية التي ستحتضنها العراق ما بين ال23 و29 مارس المقبل. وقال الفنان الجزائري، أنه قضى أربعة أشهر لإنجاز الجِدارية، حيث كان يعمل حوالي 12 ساعة في اليوم لإنهاء هذه الجدارية الجميلة جدا في وقتها المحدد، واللوحة تتحدث عن كل الحضارات التي أعقبت بلاد الرافدين، من زمن البابليين إلى العباسين، السومريين والآشوريين، بالإضافة إلى صور للملكات آنذاك، مثل الملكة ''اونزرمو'' وصورة أول ڤيتارة في التاريخ، ليعلم العالم أنها صنعت في العراق ومختلف الحيوانات التي تبرز قوة الحضارة البابلية. ورد الفنان طالب عن سؤال ''النهار'' حول كيفية تناوله لهذه الفكرة، بالقول إن الحضارات التي عرفتها العراق شجعته على القيام بهذه المبادرة لتكون هدية للقمة التي ستحتضنها بغداد في شهر مارس المقبل، وكذلك لتجسيد قسم من العلاقات بين العراق والجزائر. وتتكون الجِدارية من38 قطعة مصنوعة من الخشب المشمع وطولها حوالي 11 مترا وعرضها2.25 متر وتحتوي على 12 قطعة ستنقل على متن باخرة لتوضع في أهم موقع ببغداد، وهي عبارة عن خليط من النحت والرسم بطريقة التنقيط وتمثل رسومات تاريخية تبرز حضارة هذا البلد الكبير. وأهم ملاحظة قدّمها النُقاد للفنان طالب، كانت غياب صور عن الواقع الذي تعيشه بغداد اليوم، وقد أكد الفنان طالب ل''النهار''، أنه كان يفكر في توسيع اللوحة إلى 03 مترا، لكن لضيق الوقت، فإنه سيعبّر عن العراق اليوم برسمه بعد القمة، كما أكد أنه تعمد اختيار الآية الكريمة ''اعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا''، خاصة في هذا الوقت بالذات، الذي يشهد انتفاضات كبيرة في كل معظم البلدان العربية.