السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته سيدتي نور إخواني القراء.. أنا قارئة وفية لجريدة "النهار" في الخامسة والعشرين من العمر متقلبة المزاج، وهذا الوضع يقلقني كثيرا، فأنا لم أعد أفهم نفسي لا أعرف ما أريد وحتّى كيفية طرح المشكلة. لأنّي كثيرا ما أحب شخصا بقوة أستحضر مميزاته وأتناسى عيوبه وأتقبلها، وأكون صادقة الأحاسيس وبعد مرور أسابيع يفتر هذا الحب وأقوم باستحضار العيوب، علما أنّي أبحث عنه وأستميله وما إن يكلمني أو ألقى تجاوبا حتى أمل منه، مثل الرّضيع الذي يبكي ما إن تمنحه لعبة يصمت، يذكرني أيضا ببعض الشبان في فترة المراهقة وركضهم وراء الفتيات، ولكن مشكلتي أنّي لست شابا ولا في فترة المراهقة. تكرّرت هذه التّصرفات مع العديد من الشّباب وعلى مدى سنوات، كنت أنقلب عليهم.. أرفضهم بسبب مزاجيتي، فأحيانا أريد هذا وأحيانا يعجبني الآخر، ولكن إلى متى سأستمر في مثل هذه التصرفات، فمنذ سنتين تعرفت على شاب يعمل معي كنت مقتنعة به شكلا ومضمونا، وبعد مدة مللت منه علاقتنا لم تتعد المكالمات الهاتفية واللقاء في مقر العمل أضجر ربما لحركة أو تصرف بسيط يصدر منه. كنت أحاول قدر الإمكان تجاهل حديثه عن الزواج وطبعا لا يستطيع التقدم دون رضاي، لأني من الممكن أن أرفضه وأخذله أمام أهله، بين هذه الفترات أكون قد أعجبت بشخص آخر وأقوم بنفس التصرفات، وأكون مقتنعة أنّه الأنسب يكلم أهله كي يمهد لهم، ولكن بعد أسابيع أرى العكس لأسباب معقولة، وأحيانا أعترف بأنّها تافهة ويلقى الشخص صدا دون سابق إنذار ودون إعطاء العذر، ويعلم الله أن نيتي تكون طيبة وأكون جادة في الأمر. أعود بعد أشهر لأرتاح من جهته (أقصد الشخص الذي تعرفت عليه في العمل)، وأقول هو الأنسب وأكون مقتنعة به، وبعد مدة لا أطيقه ولا أكلمه، ومع هذا مازال صابرا علي، ولم يتغير شعوره وما زال مصرّا على الإرتباط بي صراحة هو الوحيد الذي قاوم حتّى الآن، لأنّ الآخرين تراجعوا، بسبب معاملتي لهم بقسوة والتهرب أيضا. أنا لا أبحث عن الكمال في الشاب، أريد أن أكون أنا ثابتة في قراري، لكي لا أندم بعد الزواج، أعلم أنّي جرحت البعض بتصرفاتي، ولم أشعر بالنّدم، لأنّي أعتبر نفسي غير مخطئة، ولكن هذا خارج عن إرادتي أليس الله بمقلب القلوب والأبصار؟ أعيش صراعا وحيرة، أشعر أنّني مريضة نفسيا ولا أريد الزّواج ما دمت مزاجية، لم أعد أفهم نفسي، لا أعرف ما أريد وكأنّي لست ناضجة، هذا ما يجعلني أجلد نفسي يوميا. أريد النّصح منكم إخواني القراء، فأنا لم أجد ضالتي عند أحد، لا أعلم كيف أتجاوز هذه المحنة لا أريد أن أندم بعد فوات الأوان. سهام/ تبسة