السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: أنا حنان من تيسمسيلت في الرابعة والعشرين من العمر، ماكثة بالبيت كنت مخطوبة، لكني لم أعد كذلك بسبب الحماقة التي ارتكبتها. خطيبي كان شابا غامضا متقلب المزاج، رغم الفترة التي قضيتها معه، لم أتوصل لمعرفة نوع شخصيته، ولم أبلغ قدرة تحديد أذواقه، الأشياء التي يحبها، والتي ينفر منها وظل بالنسبة لي كتابا مغلوقا. في إحدى اللقاءات التي جمعني به، أخذنا نتحدث عن حياة الماضي، وكان لحظتها في قمة الصفاء، كان يحدثني عن مغامراته العاطفية وعدد البنات اللواتي عرفهن وأشياء من هذا القبيل، كما أنه تحدث عن طفولته وشغبه في المدرسة، مما فتح شهيتي للحديث معه واطلاعه على ما يخصني. لقد حاولت أن أكون متحفظة معه إلى أبعد الحدود، لكنه عرف كيف يستدرجني في الكلام ويجعلني أبوح له بكل المغامرات العاطفية التي عشتها، وعندها استوقفني عن الحديث، ولم يتوان أن صفعني بشدة وغادر المكان، بعدما أعلن انتهاء كل شيء بيننا، علما يا سيدتي أن ما أخبرته به مجرد تصرفات لمراهقة، ولم أذكر أي شيء آخر يمس عفتي أو شرفي، لأني فعلا عفيفة شريفة. بعد انقضاء مدة شهر وغاب خطيبي عن زيارتنا ومهاتفتي، أجد نفسي الآن حائرة أمام تساؤلات أهلي، بخصوص اختفاء الخطيب. لقد تظاهرت بالجهل، لكن هذا الوضع لن يستمر أكثر، فهم حتما لن يغفلوا هذا الأمر. للإشارة لقد حاولت الاتصال به عبر الهاتف، لكنه لا يجيب كما أنه يتجاهل الرسائل القصيرة التي أبعث بها عبر الهاتف النقال. في الحقيقة، أريد استرجاع خطيبي، وهذا ما دفعني لمراسلتك فكيف يمكن لي أن أفعل ذلك. الرد: ما كان عليك إخباره بالماضي، لأنه من حقك وحدك وليس لزاما عليك التصريح به لأي كان، خاصة للخطيب أو الزوج لقد أحسن تدبير الحجة التي تجعله يبتعد عنك، وإن هذا يدل على نيته المبيتة لاتخاذ هذا القرار، فهو يعلم مسبقا أن لكل فتاة بلغت هذا السن مغامرة عاطفية أو تجربة على الأقل، فما الذي يدفعه لنبش الماضي. أرى يا حبيبتي أن هذا الخطيب لا يناسبك، فقد تستمر معه العلاقة، لكنه دوما سوف يذكرك بذلك الماضي، ليبدو أنه فاعل الخير، والمحسن الذي تجاهل أفعالك وتزوجك، فهل ترضين لنفسك مثل هذا الحال. الزواج يا حبيبتي مسيرة عمر بأكمله، يجب أن نتدبر أموره قبل التورط فيه، وأنت في مقتبل العمر الفرص لا تزال أمامك كثيرة فقط أريد أن تأخذي العبرة من هذه العلاقة، أنت وكل البنات فماضي المرأة بعيوبه ومميزاته حق لها لوحدها، اللهم إذا تعلق الأمر بأشياء خارجة عن إرادتها كالمرض أو بعض الابتلاءات الإلهية، ماعدا ذلك فالتكتم عنه أحسن من التكلم. ردت نور