اعتبر وزير الفلاحة والتنمية الريفية، رشيد بن عيسى، الارتفاع الجنوني في أسعار مادة البطاطا أمرا عاديا، وهذا في وقت رصدت فيه الحكومة مئات ملايير الدينارات لمشروع ''سير بالاك'' الخاص بتخزين المادة من أجل المحافظة على استقرار سعرها في سقف ال52 دينارا للكيلوغرام الواحد. تقربت ''النهار'' من وزير الفلاحة والتنمية الريفية، رشيد بن عيسى، على هامش مراسيم تكريم الرئيس بوتفليقة للمرأة بنادي الصنوبر، واستفسرته عن الأسباب التي كانت وراء ارتفاع سعر الكيلوغرام الواحد لمنتوج البطاطا إلى عتبة ال55 دينار، ليرد الوزير بابتسامة عريضة قائلا إن ''سعر الكيلوغرام الواحد للبطاطا ب55 دينارا أمر عادي.. هذا السعر ليس بمرتفع وإنما جد معقول، خاصة ونحن في فترة موسمية تؤدي إلى ارتفاع الأسعار''. وأضاف الوزير ''هناك عدة أسعار متداولة في السوق تخص منتوج البطاطا.. فالمواطن غير القادر على شراء المنتوج بهذا السعر عليه أن يشتري ذلك الذي يقدر سعره ب45 أو40 دينارا''.وبالرغم من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لضمان نجاح المشروع الذي اقترحه الوزير والمتمثل في ''سير بالاك'' الخاص بتخزين مادة البطاطا في غرف تبريد وإخراجها للسوق عند الأزمات بأسعار منخفضة، وهو المشروع الذي تطلب ضخ الحكومة لمئات ملايير الدينارات، وبالرغم من استعداد الوزير إلى رفع حجم الإنتاج الوطني للمادة هذه الواسعة الاستهلاك إلى أزيد من 32 مليون قنطار من أجل تخفيض سعرها إلى أدنى المستويات، إلا أن مشاريع الوزير تسير في الاتجاه المعاكس، فبدلا من تخفيض أسعار البطاطا راحت ترفعها إلى عتبة ال55 دينارا لليكلوغرام الواحد. ويأتي ارتفاع أسعار مادة البطاطا إلى سقف ال55 دينارا للكيلوغرام الواحد في وقت تعرف فيه شوارع ومدن الجزائر هدوءا حذرا، حيث لم تمر إلا أشهر قليلة عن الاحتجاجات التي عرفتها البلاد مطلع العام الجاري بسبب ارتفاع سعر مادتي زيت المائدة والسكر الأبيض لتعود حمى ارتفاع الأسعار إلى الظهور، لتطال أكبر مادة واسعة الاستهلاك ''البطاطا''.