أبدى المجلس الوطني الإنتقالي في ليبيا رغبته في التفاوض مع نظام القذافي وقبول قرار وقف إطلاق النار، شريطة تقديم ضمانات بعدم استغلال هذا الأخير هذه الهدنة لتعزيز قدراته الدفاعية، وذلك بعدما تراجع الأداء العسكري للحلف الأطلسي ضد المواقع العسكرية التابعة للقوات الحكومية، حيث أشار المجلس إلى أنه يرحب بهذا العرض بموافقة كل الثوار حقنا لدماء الليبيين. وقال ممثلون عن المجلس الوطني الإنتقالي في ليبيا في حديث للشرط الأوسط السعودية أن الخيار العسكري في المنطقة لم يكن بإرادتنا، مضيفين أنه في حال الدخول في هدنة للمفاوضات والحوار فإنه يتعين على حلف الناتو تشديد مراقبته لنظام القذافي بغرض منعه من شراء المزيد من الأسلحة أو جلب المزيد من المرتزقة الأجانب للقتال إلى جانب قواته العسكرية وكتائبه الأمنية. وذكرت مصادر أن الإجتماع الأخير لمجموعة الإتصال الدولية الخاص بليبيا، الذي استضافته العاصمة الإيطالية، روما، قد منح الثوار مهلة لمدة أسبوعين لتقرير أي الخيارات أنجع للتعامل مع نظام القذافي، كما قالت ذات المصادر بأن الناتو يرغب في أن يوافق الثوار على هدنة مشروطة، مشيرة إلى أن الحكومة التركية تسعى إلى إقناع دول التحالف الغربي بخطة مبدئية في هذا الإطار. وعبر ممثلو المجلس الإنتقالي عن عدم ثقتهم في شخص القذاقي الذي قالوا أنه فقط يقدم تنازلات يغية البقاء في السلطة، مشيرين إلى أنه لا يعتزم بأي حال من الأحوال التخلي عنها. ونجح القذافي، إلى حد كبير أيضا، في إرباك الناتو عن طريق نشر قواته على مسافات متباعدة داخل الأراضي الليبية المترامية الأطراف، حيث يصعب اكتشافها أو قصفها، مستغلا العامل الجغرافي لصالحه. الحكومة الليبية مستعدة لكل مبادرة سلمية لإنهاء الحرب الأهلية أكد أمين اللجنة الشعبية العامة رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي أمس، أن بلاده ترحب بأي مبادرة من شأنها إنهاء الأزمة التي تعيشها البلاد منذ منتصف فيفري الماضي. وفي مؤتمر صحفي حول انتهاكات عدوان دول حلف الشمال الأطلسي على الشعب الليبي، أكد المحمودي أن ''ليبيا تستجيب لكل نداء للسلام وتقبل بكل مبادرة إقليمية ودولية، لاسيما من الدول الصديقة والتي تساهم في حل الأزمة التي تعاني منها البلاد''. وأكد المحمودي أن بلاده تطلب باستمرار أن يتم الالتزام بتطبيق قرارات مجلس الأمن وأن يتم مراجعة كافة الاختراقات المتعلقة بقراري مجلس الأمن الدولين رقمي 1970 و1973 وأكد المسؤول الليبي في ذات السياق أن بلاده ستطبق بصرامة القرارين الدوليين إلى جانب الاقتراحات الدولية الداعية إلى وقف إطلاق النار، لاسيما مخطط وقف إطلاق النار الذي دعا إليه الاتحاد الإفريقي. من جهة أخرى، انتقد المحمودي ما تمخض عن اجتماع مجموعة الاتصال حول ليبيا المنعقد في روما يوم الخميس الماضي والذي يعد -حسبه- ''انتهاكا لقرارات الأممالمتحدة لاسيما أن لا أحد خول لهؤلاء المجتمعين التحدث باسم الشعب الليبي. كما وصف المسؤول عملية استخدام الأموال الليبية المجمدة في الخارج ب''القرصنة''. قالوا إن طالبات رفعن علم ''دولة بنغازي'' في إحدى المدارس ''الثوار'' يروجون لوصولهم إلى طرابلس وفقدان القذافي سيطرته عليها قالت مصادر إعلامية ليبية مقربة من المعارضة الليبية، أن القذافي فقد السيطرة على شوارع العاصمة طرابلس وأن علم دولة بنغازي يرفرف كل صباح في معظم شوارع العاصمة، بسبب هروب عدد كبير من أفراد الكتائب الأمنية التابعة له فيما تجددت أمس الاشتباكات بين الثوار والكتائب في منطقة سوق الجمعة. وأوضحت صحيفة ''برنيق'' المقربة من ''الثوار'' أن حكومة القذافي طلبت متطوعين للانضمام إلى الكتائب مقابل الحصول على مبلغ 50 ألف دينار وشقة، لكنها أشارت إلى أن عددا كبيرا من المتطوعين بدؤوا في الهروب، وأكدت على وجود حراسة مشددة وبأعداد كبيرة من جنود الكتائب الأمنية أمام المحكمة في سوق الجمعة حتى لا يرفع علم الاستقلال على المبنى. وفي سياق آخر، قال مصدر مطلع في طرابلس إن معلمة في مدرسة ''على سيالة'' للبنات في منطقة زاوية الدهمانى طلبت من مجموعة من الطالبات رفع علم الاستقلال خلال الطابور الصباحي، وإنشاد نشيد الاستقلال ''يا بلادي''. وقال سكان طرابلس أن نشطاء يشنون هجمات ليلية متقطعة على قوات القذافي ويعقدون تجمعات ليلية في مناطق للثوار، غير أن أغلب الناس يشعرون بخوف بالغ، وكانت حكومة القذافي قد قطعت اتصالات الأنترنت في أنحاء طرابلس باستثناء الفنادق الخاضعة لمراقبة مشددة والتي تستضيف صحفيين أجانب مما يجعل من الصعب على النشطاء الشبان تنظيم احتجاجات أو نشر لقطات أو صور لتجمعاتهم أو هجماتهم على الأنترنت. من جهة أخرى، أخذ الاقتصاد في أنحاء طرابلس يعاني من التباطؤ وتوقف العمل.