السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: أكتب لك سيدة نور، لأنني لم أجد حلا لمشكلتي وقبل ذلك أعرفك بنفسي. أنا فتاة في أل 36 من العمر، تعرفت على زميل في العمل ملتزم و متخلق، تطورت العلاقة بيننا بشكل سريع، وقد علمت أنه متزوج ولديه طفلين ولكنه على خلاف مع زوجته، علما أنه ليس من النوع الطائش أو متعدد العلاقات كل ما يريده إنسانة تفهمه جيدا وتحتويه، لأن زوجته بالفعل امرأة لا تطاق ولا تحبه، فهي تحزن إذا وجدته سعيد وتتعمد أن تجعل حياته جحيما، لقد أصبح يكره العودة إلى بيته حتى لا يراها، فأصبحت علاقتهم متوترة، وقد حدث ذلك بينهم قبل أن يعرفني بسنوات، فأنا والله يعلم لست السبب في اختلافهما. لقد حاولت أكثر من مرة كي أجعله يستأنف حياته مع زوجته، إلا أن الأمر بات مستحيلا بالنسبة لهما على حد سواء، فهو يفضل الموت على الاستمرار معها، لذلك وجدتني حائرة لا أعرف ماذا أفعل وكيف أتصرف، فهل أوافق على الارتباط به أم أتراجع عن هذه الخطوة . الرد: إنك في حاجة إلى التفكير الجيد في وضعك كزوجة ثانية، فلأمر ليس سهلا بل هو أمر صعب جدا، لا تقبله أي امرأة بسهولة، لأنك بلا شك ستواجهين مشاكل كبيرة مع الزوجة الأولي لا محالة، إلا في حالة واحدة هو أن يكون هذا الرجل قوي الشخصية وقادر على حمايتك وقادر على تحمل مسؤولياته، وقادر أيضا على التأكد من أن زواجه بك قد يتسبب في طلاق الأولى أو على الأقل يخلق لك نوع من المنغصات . فقصة الارتباط والزواج برجل متزوج لها تبعات يجب أن تكوني مدركة لها من البداية، وعلى استعداد لتحملها لأن الحياة مع رجل متزوج لن تتوقف على مدى حبه لك أو تعلقه بك فقط، فهناك طرف ثالث هو زوجته، التي قد لا تسمح له بالزواج من أخرى، وقد تبدأ في إعلان الحرب عليكما معا وهي على كل حال لن تتركك لحال سبيلك بل ستسعي جاهدة إن لم تطلب الطلاق للاستحواذ عليه، فيجب أن تضعي في اعتبارك كافة هذه النقاط ، فالعبء سيكون ثقيلا عليك وعليه أيضا في آن واحد، لأن مسؤولية الإنفاق على بيتين في هذا الزمن مشكلة شديدة الصعوبة، فهل هو مستعد لهذا الأمر وهل أنت أيضا مستعدة لمواجهة التحديات وتحمل التبعات والعقبات؟. المسألة عزيزتي ليست حبا فقط فالزواج لم ولن يبنى على الحب وحده لكنه يقوم على أسس ودعائم يجب أن تكون قوية لتتحمل صدمات الحياة . في الحقيقة يا عزيزتي، لا أخفيك سرا أنني لا أشجع الزواج الثاني إلا لضرورة قصوى، وبعد أن يكون الرجل قد بذل كل ما بوسعه لإصلاح اعوجاج زوجته واستنفذ معها كل وسائل التقويم والإصلاح، وقتها لن يلومه أحد على زواجه من أخرى وقتها سيبارك الله له، لأنه لم يظلم أحدا أو يجور على حق أحد فهو لن يتزوج بسبب طيش أو نزوة، لكنه تزوج بعد صبر وتحمل ليعوض مرارة فشل تجربة أولى، فشلت وإن لم تنته بالطلاق. هذا ما يجب أن تفكري فيه ويفكر فيه هذا الرجل أيضا مرات ومرات كثيرة قبل الإقدام على هذه الخطوة، بعدها سواء كان القرار بالموافقة أو الرفض، فتأكدي أن القرار سيكون سليما، لأنه لم يكن قرارا عشوائيا بل قرار مدروس محسوب فيه كافة الاحتمالات من ناجح أو إخفاق . ردت نور