السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد: أنا رجل تجازوت الخمسين من العمر، متزوج منذ أزيد من عشرين سنة، أب لأربعة أبناء، اكتشفت أول لقاء بزوجتي أنها ليست بكرا فسألتها حينها، فأجابتني بأن حادثا في طفولتها فعل بها تلك الفعلة، فقلت في نفسي لا داعي لعدم تصديقها طالما أن تلك الحوادث تحدث كثيرا، خاصة أنها أقسمت على كتاب الله. بعد مضي سنوات طوال، جعل الله السبب كي تعترف لي بالحقيقة، بعدما طلبت مني الصفح وعاهدتها بعدم التخلي عنها. أشعر الآن سيدتي بتهاوي مشاعري بسبب عمق علاقتها السابقة وبسبب خداعها وقسمها، وكيف لها أن تبني كل هذا الكيان على الكذب وكيف سأصدقها بعد الآن وقد عبث بها شخص غيري. لماذا لم تخبرني بالحقيقة كاملة منذ أول يوم سألتها؟ هل سأثق بها بعدما خدعتني؟ وما الغاية من اعترافها لي بعد كل هذه المدة؟ رغم أنها طويلة أشعر كأن الأمر وقع اليوم، فقط سيدتي نور ساعديني جزاك الله خير الجزاء على التخلص من هذا الألم لأنني قررت الإنفصال عنها. الزوج المخدوع الرد: أتفهم حالتك سيدي، فمن الصعب جدا أن نكتشف خداع شخص كنا نثق به كثيرا، فزوجتك قد أقسمت بأغلظ الأيمان، في نفس الوقت أنت مخطئ أيضا لأنك بقيت تبحث عن الحلقة المفرغة، فقامت هي بخطأ أكبر فاعترفت لك بعد أن وثقت بك أنك لن تحاسبها على خطئها، وها أنت لم تلزم بالوفاء بوعدك، بل يشغلك هذا الأمر كأنه حدث بالأمس، لذلك يا سيدي الكريم بالرغم من تفهمي لحالتك فلا يعني أني أوافقك عليها، فزوجتك أخطأت عندما كذبت عليك، لكنك أيضا أخطأت عندما ألححت عليها وكان من واجبك أن تعلم أنه ليس لك علاقة بماضيها، فقد أخطأَت بينها وبين نفسها وخالقها، ولم تكن مرتبطة بك، ولا يعني هذا أني أبرر للعازبة علاقاتها، فهذا مرفوض شرعا وعرفا كما هو مرفوض بالنسبة للرجل. نصحيتي لك أن تتغلب على هذا الحادث وأن تسامح زوجتك، فالبديل الوحيد لعدم التسامح هو المعاناة التي سوف لن تبقى محدودة بينك وبين زوجتك ولكنها بالتأكيد سوف تنعكس على أولادك وبناتك، فاقلب هذه الصفحة وكن إنسانيا عمليا مع احترام لكل المثل العليا والأخلاق، واعمل بقوله تعالى: "وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم" ردت نور