وقعت هذه الغزوة في 12 صفر من السنة الثانية للهجرة بعد سنة واحدة من قدوم النبي صلى اللّه عليه وسلم إلى المدينةالمنورة، ومكانها ودّان يبعد عن المدينة ب250 كيلومتر على مشارف البحر الأحمر، والأبواء هو واد بالحجاز به قبر أم النبي آمنة بنت وهب، وحضر الغزوة 200 راكب وراجل من المسلمين، بغرض الوصول إلى ودان لتهديد طريق قريش التجارية بين مكة والشام، وكذا التحالف مع القبائل المسيطرة على هذا الطريق. ووصلت قوات المسلمين إلى ودّان إلا أنها لم تصطدم بقوة قريش، ولاقت عدد من شيوخ القبائل الذين تم إبرام معهم مواثيق على عدم غز المسلمين لهم أو غزو هذه القبائل للمسلمين على غرار بني ضمرة، و أن لا يكثروا عليهم جمعا ولا يعينوا عدوا عليهم، حيث خرج النبي بنفسه بعدما استخلف على المدينة سعد بن عبادة رضي اللّه عنه. وتعتبر هذه الغزوة أول غزوة غزاها الرسول صلى اللّه عليه وسلم وكانت غيبته عن المدينة خمس عشرة ليلة، وكان اللواء أبيض وحامله حمزة بن عبد المطلب عم الرسول صلى اللّه عليه وسلم، وقد قال ابن إسحاق: حتى بلغ ودّان، وهي غزوة الأبواء ، يريد قريشا وبني ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، فوادعته فيها بنو ضمرة، وكان الذي وادعه منهم عليهم مخشي بن عمرو الضمري وكان سيدهم في زمانه ذلك. ثم رجع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى المدينة، ولم يلق كيدا، فأقام بها بقية صفر وصدرا من شهر ربيع الأول، قال ابن هشام وهي أول غزوة غزاها.