أوّل ما نقلت استخبارات المدينة إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعد غزوة بدر أنّ بني سليم من قبائل عطفان، تحشد قواتها للغزو على المدينة، باغت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في مائتي راكب هذه القبائل المتحشدة في عقر دارها، وبلغ إلى منازلهم في موضع يقال له الكدر (الكُدْر: طير في لونها كُدرة، وهو ماء من مياه بني سليم يقع في نجد على الطريق التجارية الشرقية الحيوية بين مكة والشام). ففرّ بنو سليم وتركوا في الوادي خمسمائة بعير استولى عليها جيش المدينة، وقسّمها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعد إخراج الخُمُس فأصاب كلّ رجل بعيرين وأصاب غلامًا يقال له (يسار) فأعتقه. وأقام النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في ديارهم ثلاثة أيّام، ثمّ رجع إلى المدينة. وكانت هذه الغزوة في شوال سنة 2 ه بعد الرجوع من بدر بسبعة أيّام، واستخلف في هذه الغزوة على المدينة سباع بن عرقطة، وقيل: ابن أمّ مكتوم.