السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أمّا بعد: أنا فتاة من في العشرين من العمر، مشكلتي يا سيدة نور خطيرة جدا، لأنّي حتى هذا السن مازلت لا أصلي وأنا متبرجة جدا، علما أنّي لست من الفتيات السافرات، لكنّي رغم ذلك لا أشعر برضا النّفس، فأنا أحب خالقي وأريد أن يحبني لكني لا أعرف السبيل لذلك وأشعر أنّه مغضوب علي. سيدتي نور؛ لا أستطيع أن أصور لك حجم الشّعور الذي ينتابني عندما أسمع صوت الآذان يدوي، أشعر أن الله يناجيني ويطالبني بالصلاة، فأجلس أبكي بحرقة لأنّي لا أستطيع تلبية نداء خالقي وأنا مخلوقة ضعيفة، إلاّ أنّي أتمرد بعدم الصلاة على العظيم الذي منحني الجمال والستر الصحة والحلم وكذلك العلم والتفوق في الدراسة، لأنّي دوما أحصد العلامات المتقدمة في الجامعة. سيدتي نور؛ أتمنى لو تساعديني بكلماتك الشفاء لأتخلص من هذا العصيان والتمرد الداخلي، كي أستطيع الالتزام بالصلاة والحجاب خاصة ونحن في شهر الفضيل، حيث تغلق أبواب النار وتفتح أبواب الجنة. الرد: عزيزتي؛ إن الآذان نداء الرحمن لعباده ليقبلوا عليه، فهيا انهضي إلى الوضوء.. هيا إلى الصلاة بلا تردد، بلا تباطؤ، البسي حجابك سريعا ورددي الله أكبر، فليس في الدنيا أكبر من الله وغايتنا رضاها علينا. عزيزتي؛ ونحن في شهر الغفران، تعجّلي الصلاة انتظريها بقلب شغوف، كما تنتظرين حرارة جوابي على رسالتك، لأن الحسنات مضاعفة. صغيرتي، قد تمر علينا فترات ضعف وكسل، لكن لا تتركي للنّفس هواها، خذيها بالعزيمة والجد. كما تأخذين بالاجتهاد في دراستك، اعرضي حاجاتك ومسألتك على العليم الخبير، تضرعي إليه، تقربّي منه، استغفريه ثم استعيني بالله وتوكلي عليه. لا أتخيل أن يكون ردي على رسالتك أهم من نداء رب العالمين الذي قال فيه: وأقيموا الصلاة. عزيزتي الصلاة علاقة عظيمة مع الخالق لا أستطيع وصفها لك، ووجهك الطري يلامس الأرض سجودا وتسبيحا باسم ربك الأعلى، وعودك الرشيق ينعكف انحناء وتعظيما وتشوقا لربك العظيم، أليس ذلك صدق المحبة. عزيزتي، هيا إلى الصّلاة، واستعيذي من أي وسوسة أو تأخير، وانطلقي رتبي خبايا نفسك وعلاقتك بربك، فإذا خرجت فعليك بستر محاسنك وجمالك، لأن الذي خلق هذا الجسد الجميل والوجه النضر والبسمة المشرقة، هو القادر على أن يبذل الجمال قباحة والبسمة حزنا والنضارة ذمامة. عزيزتي، أطلت عليك، وأتمنى أن تكوني قد تهيأت للصلاة الآن، حالا وفرا وألا تخرجي من بيتك إلا وأنت محتشمة. ردت نور