دخلت أمس، عائلة زعيم الثورة الليبية معمر القذافي، إلى الجزائر، حيث أفاد بيان لوزارة الشؤون الخارجية أن أعضاء من أسرة معمر القذافي دخلوا أمس الإثنين التراب الجزائري، ويتعلق الأمر بعقيلة معمر القذافي صفية ونجلته عائشة ونجليه حنبعل ومحمد مرفوقين بأبنائهم، والذين دخلوا الجزائر على الساعة 08 سا و45 دقيقة عبر الحدود الجزائرية- الليبية. وأضاف بيان وزارة الشؤون الخارجية أنه قد تم إبلاغ كل من الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن، ومحمود جبريل رئيس المجلس التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي الليبي بهذا الخبر. وحسب المعلومات المتوفرة لدى ''النهار''، فإن عائلة القذافي دخلت عبر المعبر الحدودي تمركين، وتستقر حاليا في جانت، رفقة 30 فردا من خدم ومساعدين وأحفاد، وفي الشأن ذاته، نقلت مصادر موثوقة ل ''النهار''، أن عائشة نجلة القذافي تمر بفترة حمل، حسبما أفاد به مقربون من عائلة القذافي. وكان المجلس الإنتقالي الليبي قد وجه اتهامات للجزائر، حول استقبالها للقذافي، وردت الخارجية الجزائرية بالنفي، باعتبار أن الجزائر لا يمكنها استقبال مطلوب دوليا، والتزامها بتطبيق قرارات مجلس الأمن، في وقت يعدّ استقبال عائلته من عقيلته وأبنائه تصرفا لا يمس بموقف الجزائر من القضية الليبية، وهو الموقف المؤيد لقرارات مجلس الأمن، باعتبار أن الأفراد الذين حطوا بالجزائر غير مطلوبين، فضلا عن تبليغ الجزائر كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، وكذلك رئيس المجلس التنفيذي الإنتقالي الليبي. وزارة الخارجية بلّغت رئيس مجلسه التنفيذي بخبر دخول أسرة القذافي الجزائر مدلسي يعترف بالمجلس الإنتقالي الليبي! كشف البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية، مساء أمس، عندما أعلنت عن دخول عناصر من عائلة القذافي التراب الجزائري، أنه تم تبليغ كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي بالأمر، وهو إجراء عادي الهدف منه إطلاع المجتمع الدولي بالمستجدات إلى جانب التحقق مما إذا كان الوافدون إلى الجزائر مطلوبين دوليا. غير أن بيان وزارة الخارجية تحدث أيضا عن تبليغ رئيس المجلس التنفيذي للمجلس الوطني الإنتقالي محمود جبريل بخبر دخول أفراد عائلة القذافي الجزائر، في تطور لافت، يؤكد وجود تحوّل في الموقف الجزائري، غداة الإجتماع الذي لم يعلن عنه في حينه والذي جرى في العاصمة المصرية بين وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي ومحمود جبريل الرجل الثاني في المجلس الإنتقالي الليبي. كما أن مجرد استعمال وزارة الخارجية في بيانها مصطلح ''المجلس الإنتقالي الليبي'' هو بمثابة إعلان عن الإعتراف به، كون استعمال هذا المصطلح من طرف السلطات الجزائرية وتحديدا وزارة مدلسي جاء للمرة الأولى، مما يؤشر لوجود اعتراف غير معلن من جانب الجزائر بثوار ليبيا ومجلسهم الإنتقالي. من جهة أخرى، وبالحديث عن هويات أفراد عائلة القذافي الوافدين إلى الجزائر، فإن الظاهر هو أن الجزائر استقبلت فقط أفراد عائلة العقيد الليبي غير المطلوبين لدى المحكمة الجنائية الدولية مثل العقيد امعمر القذافي ونجله سيف الإسلام أو المطلوبين لدى الأنتربول مثل المعتصم القذافي أو شقيقه خميس. ويبدو لافتا أن الجزائر حرصت على استقبال النساء والأطفال من عائلة القذافي إلى جانب كلا من محمد القذافي ابن العقيد الليبي من زوجته الأولى وحنبعل المعروف عنه بعده عن المشاركة في نظام حكمه والده، مما يجعل السلطات الجزائرية في منأى عن أي حرج دولي.