قرر ''أسامة'' شاب بلغ سن 19 منذ أشهر، مغادرة أرض الوطن باتجاه أوروبا لتكوين نفسه ماديا، بعد أن جمع مبلغ 35 مليونا سنتيم لشراء ''الفيزا'' وقطع البحر عبر الميناء، وكان تجميع المبلغ المالي أياما وليالي من محل الألعاب الإلكترونية الذي يعدّ شريكا فيه رفقة صديقه. منح ''أسامة'' المتواجد حاليا بالمؤسسة العقابية المبلغ المالي للمدعو ''كريم'' الذي وعده بتأمين جواز السفر والفيزا في غضون أيام، كونه يملك معارف وله نفوذ، حيث قبض في الدفعة الأولى 10 ملايين سنتيم وإلى جانبها شهادة العمل وصور شمسية ووثائق إدارية المطلوبة منه، متفقا معه على إتمام الباقي إثر منحه الجواز والفيزا، وبالفعل بعد مرور 15 يوما قام المدعو ''كريم'' بتأمين متطلبات القاصر الذي أكمل له الدفعة الثانية المتمثلة في مبلغ 25 مليون سنتيم، ورافقه إلى غاية الميناء وتتبع خطواته بالهاتف النقال، أين كان يقوم بتوجيهه بعد أن منحه جواز السفر وبداخله مبلغ 6000 دينار، على أن يمنحها للشرطي الموجود في نقطة المراقبة، وبمجرد عبور المتهم من أمام الجمركي ووصوله إلى الشرطي الذي اعتبر المبلغ المالي رشوة، تم توقيفه وإيداعه الحبس وفقا لإجراءات التلبس، ومتابعته أمام محكمة سيدي امحمد بالعاصمة، بجنحة التزوير واستعمال المزور والرشوة، الأمر الذي فنده أمام القاضي مستبعدا علمه بالتزوير، لاسيما أنه دفع مبلغ 35 مليون سنتيم للمدعو ''كريم'' من أجل منحها للقنصلية -حسبه، للحصول على الفيزا دون أن يدري بوجود التزوير، وأما عن المبلغ المالي الموجود بجواز السفر فاعتقد لسذاجته أنه من تكاليف السفر دون أن يقصد رشوة الشرطي. من جهته، ركز دفاعه أن موكله وقع ضحية شبكة الإتجار بالبشر، وإيهامهم بمنح الفيزا، ليلتمس وكيل الجمهورية توقيع عقوبة 5 سنوات حبسا نافذا و200 ألف دج غرامة مالية.