قضى الحجاج الجزائريون ليلة أول أمس، في العراء بعد أن اكتشفوا في آخر لحظة أنهم خدعوا في مقرات إقامتهم، حيث اتضح بعد أن وصلوا البقاع المقدسة بأنهم مضطرون للمبيت في فنادق تبعد عن الحرم المكي مسافة سير لمدة 30 دقيقة كاملة، رغم أنهم دفعوا مصاريف الإيواء كاملة على غرار نظرائهم. آثر مئات الحجاج الجزائريين المبيت في العراء على تسلم مفاتيحهم والدخول إلى غرفهم، بسبب بُعد مقر الفندق الذي نزلوا فيه عن الحرم المكي بأكثر من 30 دقيقة للراجل، مطالبين بنقلهم إلى فنادق أقرب من الحرم حتى يتسنى لهم أداء الصلوات الخمس بداخله. واتضح من خلال ما أوردته مصادر ل''النهار''، بخصوص تعليقات الحجاج الغاضبين بالمملكة، أن هذه المسافات ستكون عائقا أمام أغلب الحجاج الجزائريين لأداء صلواتهم في الحرم، نظرا إلى عامل السن وعدم قدرتهم على معرفة طريق العودة في ظل الإزدحام الذي تعرفه شوارع المملكة في موسم الحج، حيث فوجئ الحجاج فور وصولهم إلى البقاع المقدسة بمقرات إقامتهم التي تبعد عن الحرم بأزيد من مسير 30 دقيقة للقادر على المشي. وقال أصحاب الوكالات في اتصال مع ''النهار'' أمس، إن هناك فنادق مخصصة لاستقبال الحجاج تبعد عن الحرم بأكثر من 30 دقيقة سير، الأمر الذي سيحرم كثيرا من الحجاج من الصلاة في الحرم المكي هذه السنة، عدا صلاة واحدة أو اثنتين بالنسبة إلى من كان قادرا على المشي، في الوقت الذي سيكون كبار السن عرضة للضياع في حال تنقلهم للصلاة فيه خاصة صلاتي المغرب والعشاء، فضلا عن عمليات السرقة أثناء خروجهم لصلاة الصبح. وأكدت مصادر موثوقة من مدينة الجميزة أن حجاجا اعتصموا أمام الفندق ورفضوا الدخول وتسلم مفاتيحهم، معتبرين المسافة أكبر بكثير مما وصف لهم قبل التحاقهم بالبقاع المقدسة، إلى جانب بعض المناطق الأخرى التي تبعد عن الحرم أكثر من المسافة التي تم الإشارة إليها من قبل مؤطريهم، في الوقت الذي أشارت ذات المصادر إلى أن هؤلاء الحجاج دخلوا مساكنهم في الأخير ورضخوا للأمر الواقع. وأضافت مصادر ''النهار'' أن هؤلاء الحجاج أيقنوا في النهاية أن الإقامة بمنطقة الجميزة رغم بُعدها عن الحرم، تعد الأفضل مقارنة بفنادق أخرى ستستقبل الحجاج في الأيام المقبلة، وذلك نظرا إلى الطريق المؤدية إلى الحرم والتي ستحمي الحجاج من الضياع والتيه، فهناك طريق واحدة توصل إلى الحرم مباشرة، معتبرا الفوضى التي حدثت سببها حجاج سبق لهم زيارة البقاع من قبل وكانوا يودون الإقامة في فنادق أقرب وأفخم. وقالت مصادر من البعثة الطبية الجزائرية إنه تم استقبال شخصين على مستوى المقر المركزي للبعثة الطبية، نتيجة أعراض ناجمة عن أمراض مزمنة كانوا يعانونها بالجزائر، فضلا عن تنقل حاجة من ولاية سكيكدة رفقة زوجها إلى البقاع في حالة سيئة جدا، صرح زوجها لأعضاء البعثة أنها كانت تعاني من هذا المرض منذ مدة بالجزائر ولا تزال لحد الساعة تحت العناية والمتابعة على مستوى المركز الإستشفائي بالجميزة، حيث أشارت ذات المصادر إلى أنه من الصعب إيقاف كل الحالات المرضية وأن المركز سيستقبل المزيد من حالات الأمراض المزمنة حتى تلك الممنوعة قانونا من الحج. قال إن الديوان تحدّث عن كل ما ينتظر الحاج بالبقاع بكل صراحة.. بربارة: على الحجاج الذين لم تعجبهم فنادقهم استئجار فنادق قريبة إن تيّسر لهم قال المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة بربارة الشيخ إن الديوان قد تحدث مطولا عن بُعد الفنادق عن الحرم وأعطى الأسباب المؤدية إلى ذلك، مشيرا إلى أن الأشخاص الذين يقفون وراء احتجاج الحجاج ومطالبتهم بفنادق أفضل وأقرب من الحرم هم الأشخاص الذين سبق لهم زيارة البقاع خلال مواسم العمرة أو الحج الفارطة، حيث كانت الأمور متيسرة ولم تكن هناك توسعة. وقال بربارة إنه على الحاج الذي لم يعجبه الفندق الذي كلف باستقباله له أن يستأجر في فنادق أخرى إن تيسر له ذلك، مشيرا إلى أن الديوان فعل ما بوسعه لتمكين حجاجه من أقرب الفنادق، إلا أن أشغال التوسعة حالت دون ذلك ''واستطعنا الحصول على تأجير فنادق قريبة إلا أنه لا يمكن إسكان 36 ألف حاج بداخلها ولا بد من قبول ذلك، لأنه على الحاج أن يعلم بأن كل الفنادق سيسكنها الحجاج''. وأضاف أن التعبئة الإعلامية التي كان يقوم بها الديوان كانت تهدف إلى إشعار الحاج بما ينتظره في البقاع، وأن الأمر يشمل كل البعثات وليس الجزائرية فقط، كما أشار من جهة أخرى بخصوص وصول حجاج مصابين بأمراض مزمنة، إلى أن هؤلاء يتحملون مسؤوليتهم لأنهم يتعمدون إخفاء مرضهم لزيارة البقاع، واللجان الطبية مكلفة بإبعاد كل من يثبت عدم قدرته على أداء المناسك، وقد تكفلت بكل الحالات التي أحيلت على المستشفى المركزي بمكة. وبشأن إيداع ملفات الحصول على تأشيرة الحج قال بربارة إن كل الحجاج أودعوا ملفاتهم دون استثناء، وستسلم لهم جوازاتهم في الآجال المحددة لانطلاق رحلاتهم.