تمكنت ''النهار'' من الحصول على وثيقة من مكتب مدير الإنتاح لمؤسسة التلفزيون الجزائري رمضان بلهادي، عبارة عن مراسلة أحد المقاولين، الذي قام بكراء قصره لفريق تصوير مسلسل ''دار أم هاني''، الذي بُث خلال شهر رمضان المنصرم، حيث تحدّث المقاول في رسالته إلى المدير العام للتلفزة عبد القادر العولمي عن ضياع تحف ثمينة وحدوث بعض الاختلاسات، في الوقت الذي أكد الشاكي أنه حاول حل الإشكال بالطرق الودية مع مديرة الإدارة العامة، غير أنه » لا حياة لمن تنادي! «، وفقا لما جاء في رسالته. ''النهار'' تحتفظ بصورة من الرسالة يعود الحديث عن مسلسل ''دار أم هاني'' مرة أخرى بعد مرور نحو 3 أشهر على بثه على القناة الوطنية. فبعد خروج العديد من أبطال المسلسل بتصريحات تنتقد ظروف التصوير وصولا إلى خروج العمل في صورة هشة لم تشد المتفرج إليه، خلافا لما كان منتظَرا من عملٍ جمع عمالقة الدراما الجزائرية كفريدة صابونجي ومحمد عجايمي ونوال زعتر وغيرهم، تحوز النهار على رسالة توجَّه بها المقاول محمد السعيد بوقابس إلى المدير العام للتلفزة السيد عبد القادر العولمي، اشتكى فيها من عدم حصوله على مستحقات كراء القصر الذي جرت فيه وقائع تصوير معظم مشاهد المسلسل، فضلا عن حدوث بعض الاختلاسات، حسب ما جاء في رسالته التي تحتفظ ''النهار'' بصورة منها. أضرار تسببها عمليات الديكور ووفقا لما جاء في المراسلة فإن الشاكي قام بالاتصال بالمديرية العامة لمؤسسة التلفزيون يوم 4 سبتمبر 2011، حيث استقبلته مديرية الإدارة العامة التي تمثلها السيدة شريفة دحماني، التي وعدته بحل كل الإشكالات المطروحة والعالقة بالطرق الودية، غير أن لا أحد يقول المقاول اتصل به، ما دفعه إلى مراسلة المدير العام للتلفزة الجزائرية. ومضى الشاكي في رسالته إلى العولمي قائلا إن القصر الذي يملكه بضاحية الحميز بالرويبة والذي يُعد بمثابة متحف كبير، تعرّض لعدة أضرار خلال عمليات الديكور المختلفة، منها إحداث ثقب كثيرة، وتكسير بعض الأدوات التراثية النادرة، وضياع بعض التحف الثمينة، واختلاس مواد ثمينة جدا لم يتم تحديدها في الرسالة. مستحقات تفوق المليار وطالب الشاكي ضمن نفس الرسالة بمستحقاته حول بعض المصاريف الموضوعية، مثل إعادة طلاء القصر والطاقة الكهربائية والماء وبعض المواد اللازمة، مثل ضابط الكهرباء وبعض القطع التابعة له. ويضاف إلى ذلك وسائل التنظيف وأجور المنظفات اللاتي سهرن على تنظيف القصر لمدة ثلاثة أشهر، وهي المدة التي استغرقها تصوير المسلسل وتوافد من ثم نحو 40 شخصا على القصر يوميا؛ من ممثلين وممثلات وتقنيين وعمال حراسة التجهيزات التقنية التابعة للتلفزة. وقَدّر المقاول مستحقاته بمليار و793 مليون سنتيم وزعها على كراء الأثاث والزرابي والأفرشة والألبسة واستهلاك الكهرباء والماء والعتاد والمأكولات والمشروبات والحراسة وبعض الخدمات الخاصة، وحتى أجره كممثل، حيث شارك المقاول في دور صغير في المسلسل! انقلاب ب 180 درجة! الغريب في الأمر أن الشاكي سبق له وصرح أنه وضع القصر الذي يملكه تحت تصرف التلفزة مجانا، وكما قال » للفن والثقافة « قبل أن يغيّر رأيه 180 درجة، مع العلم أن مسلسل ''دار أم هاني'' أول إنتاج لمؤسسة التلفزيون الجزائري بعيد عن صيغة الإنتاج التنفيذي منذ عشرات السنين، غير أن المسلسل فشل في تحقيق ربع ما تحققه، في العادة، مسلسلات المنتجين الخواص، وهو ما يقودنا إلى التساؤل حول مستوى الأعمال التي ستنتَج لرمضان 2012 بعد قرار التلفزة الوطنية إلغاء صيغة الإنتاج التنفيذي وفرض سلّم خاص للأعمال، سيضطر المنتجون الخواص لتصديرها وتنفيذها من مالهم الخاص، ثم عرضها على لجنة المشاهد لتقييمها، وهو ما دفع عديد المنتجين إلى صرف النظر عن التعامل مع التلفزة بهذه الطريقة خوفا من المجازفة!