أشكرك من صميم الفؤاد، على ما تبذليه من أجلنا فجزاك الله كل خير. مشكلتي معقدة ولم أقو على إيجاد الحل لها، لذا قررت استشارتك عساك تساعديني للخروج من محنتي. كنت أحيا حياة ملؤها الفرح والاستقرار مع أهلي، إلى أن جاء ذلك اليوم الذي ارتبطت فيه برجل، عشت معه أربع سنوات أثمر عن هذا الزواج طفل متميّز، كانت حياتنا في بادئ الأمر مستقرة وهادئة، فجأة انقلبت رأسا على عقب، حيث قرّر زوجي أن يطلقني وبالفعل بدأ في إجراءات الطلاق دون أن يعلمني، ولما علمت بهذه الحقيقة انهرت وزادت حدّة انهياري لما أدركت بأني حامل، فلم أتمالك نفسي وذهبت أنا ووالدتي إلى الطبيب وأجهضت الجنين، وبعد أن تمّ طلاقي بشكل رسمي، ارتبطت برجل آخر تعرّفت عليه وأحببته ولكن والداي رفضاه بشدة، خاصة بعد أن أعلن عدم قبوله لابني. أنا مضطربة ومشوّشة فأحيانا أرغب في الانتقام من زوجي وأحيانا أخرى أشعر بأني سأموت لو طلقني هذا الزوج الذي أحبه بقوة. أرجوك أنا لا أريد أن أفشل في زواجي الثاني، ولكن والداي كلما أذهب إليهما يفرطان في توبيخي على هذا الزواج ووصلا إلى حد أنهما يهدداني بقطع الصلة، لو أبقيت على هذا الزواج، وأنا أريد أن أبني بيتي على أسس متينة، واستقرّ مثل كل امرأة عاقلة لا أدري ماذا أفعل؟ أرجوك ساعديني قبل فوات الأوان. الرد: عزيزتي، إن ضعف شخصيتك ووهن العلاقة التي تربطك بربك، هي التي جعلت حياتك بؤرة من بؤر الفوضى والتوتر، أيا كان يتحكم فيك ويسيّرك كما يريد، عزيزتي إن احترامك وتقديرك للآخرين، لا يعني قط أن تتركي لهم مساحات فارغة للسيطرة عليك وإخضاعك لإرادتهم. يجب أن تتعلمي كيف تخططين حياتك بروية وحكمة وعقلانية وبقناعة مطلقة، وإيمان قوي إن غياب هذه الصفات في تنظيمك لحياتك هو الذي جعلك تعانين وتشعرين بالقهر والضياع. عزيزتي، لقد أخطأت أخطاء في حياتك عليك أن تصلحيها الآن، وإلا دوما ستعيشين دوامة الضياع والتوتر، منها إجهاضك وقبولك الزواج للمرة الثانية دون تفكير في ابنك واشتراطه كشرط أساسي لإتمام الزواج، ودون رضا والديك وعليه لذا أنصحك بما يلي: إعلان توبتك النصوح والإكثار من أعمال البر الخاصة والاستغفار والصلاة والصدقة، عسى أن يغفر الله لك فعلتك البشعة، ثم تنظيم حياتك بالتفاهم بالود والحسنى مع زوجك على ضرورة قبول ابنك وإن رفض الخضوع لهذا الشرط اختاري البقاء مع ابنك وأنا متأكدة بأن زوجك لن يتركك بل سيقدّر أمومتك. أقنعي والديك بالتي هي أحسن بأنك تحبين زوجك وغير مستعدة للطلاق مرة أخرى أو الاستغناء عنه، واطلبي منهما أن يتركان لك فرصة للبحث عن السعادة المفقودة والله معك. ردت نور