التأخر في صبّ الشطرين الثالث والرابع لمنحة "كورونا" أحد الأسباب شهدت عدد من الولايات، أمس، استجابة واسعة للإضراب الذي دعت إليه 3 نقابات ناشطة في القطاع الصحي، وهي نقابة الاستشفائيين الجامعيين، نقابة عمال شبه الطبي، ناهيك عن نقابة ممارسي قطاع الصحة. ففي ولاية سيدي بلعباس، بلغت نسبة استجابة عمال قطاع الصحة للدعوة للإضراب الوطني 95 من المئة، فيما تم ضمان الحد الأدنى للخدمات الطبية في مختلف المؤسسات والمراكز الاستشفائية. ورفع المضربون عدة مطالب، أهمها توفير مناخ ملائم للنقابيين من أجل ممارسة نشاطهم من دون تدخل الإدارة، ومعالجة حرمان ممارسي القطاع الصحي من الترقية الآلية بسبب الشروط التعجيزية التي تفرضها عليهم الإدارة. وفي تلمسان، شهدت المؤسسات الصحية العمومية في الغزوات وسبدو، إضرابا لعمال قطاع الصحة، استجابة لدعوات عدد من النقابات. واعتصم المضربون عند مدخل المؤسستين، رافعين لافتات تطالب بضرورة تسلم الشطر الثالث من منحة "كورونا" ومعها مِنح التعويض التي طالبوا بتسلمها كاملة، إلى جانب الحصول على حقهم في الترقية الآلية، مع الإلحاح على ضرورة إعادة النظر في رواتبهم الشهرية، والتي أكدوا بأنها لا تكفي لسدّ أبسط الحاجيات، مطالبين بزيادات فيها. كما طالب الممرضون بتسهيل ظروف الإيواء والنقل، وبمنحة تمكنهم من تغطية تكاليف الدراسة والتربصات التي يجرونها لتعزيز كفاءتهم ومكتسباتهم المعرفية في سلك التمريض. أما في قسنطينة، فقد استجاب، أمس، موظفو قطاع الصحة، في مختلف الهياكل الصحية بتراب الولاية لنداء النقابات العمالية الثلاث، التي أعلنت الدخول في إضراب عن العمل، أمس، تنديدا بالوضع المهني المزري للمستخدمين. وحسب ما أعلنت عنه كل من النقابة الجزائرية لشبه الطبي والنقابة الوطنية لمستخدمي الصحة العمومية والنقابة الوطنية للاستشفائيين الجامعيين، فإن قرار الدخول في الإضراب، جاء عقب الصمت المطبق من الوصاية حيال مطالبهم المرفوعة، والتي تشمل عدة نقاط تتعلق بالتأمين بنسبة 100 من المئة لمستخدمي السلك، والتقاعد المسبق باحتساب سن 45 عاما للمٍرأة و50 سنة للرجل، بالإضافة إلى الخروج من الوظيف العمومي والإدراج في الضمان الاجتماعي، زيادة على تسديد منحة "كوفيد" الثالثة والرابعة والتحضير للخامسة، بالإضافة إلى تجسيد الوعود المقدمة حيال تطوير المنظومة الصحية ومراجعة الأجور والترقية الآلية لجميع الأسلاك وتوفير الحماية للعمال. جدير بالذكر، أن المستشفى الجامعي "إبن باديس"، شهد مسيرة حاشدة جابت مختلف المصالح والأقسام، شارك خلالها منتمون للنقابات العمالية الثلاث لرفع انشغالهم إلى السلطات العليا، قصد التدخل العاجل لتلبية مطالبهم. وفي بسكرة، نظّم، أمس، العديد من مستخدمي قطاع الصحة، وقفات احتجاجية رافعين جملة مطالب مهنية واجتماعية، أكدوا مشروعيتها وتبليغها إلى الجهات المعنية سابقا. وتحدث ممثلو المحتجين عن تردي وضعية موظفي قطاع الصحة من جميع الجوانب، في مقدمتها تدني أجورهم، حيث انتقدوا ما يتلقونه نظير عملهم المقدم في المؤسسات الصحية والمخاطر التي تواجههم، كما طالبوا باحتساب منح الترقية ضمن المردودية، بالإضافة إلى ذلك، شدد المحتجون خلال حركتهم الاحتجاجية، على تعجيل ضخّ المنحة الثالثة والرابعة الخاصة ب "كوفيد 19″، مبديين غضبهم واستغرابهم من تأخرها، على اعتبار أن تجسيدها تم بأمر من رئيس الجمهورية. وفي الجلفة، شنّ، نهار أمس الأربعاء، عدد من عمال المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بمقاطعة عين وسارة، التابعين للنقابة الجزائرية لموظفي الإدارة العمومية والتنسيقية الوطنية لعمال الصحة، إضرابا شاملا مع ضمان تقديم الحد الأدنى من الخدمات الصحية على مستوى كافة المنشآت من عيادات طبية وقاعات علاج. وأبدى المضربون تذمرهم من عدم تلبية بعض المطالب منها من طرف الوصاية، سوى على المستوى المحلي أو مديرية القطاع بالولاية، خاصة فيما يتعلق بالتأخر في تسديد منحة العدوى الخاصة بجائحة "كوفيد 19" التي لا زالت لم تسدد لهم كاملة إلى غاية يومنا هذا، منها الشطران الثالث والرابع والترقية الآلية لكافة العمال والتأمين الشامل لكافة العمال، فضلا عن ضرورة الخروج من منظومة الوظيف ومراجعة الاعتمادات المالية الممنوحة ضمن ميزانية التسيير لذات المؤسسة الاستشفائية، على غرار مؤسسات الصحة الجوارية للمقاطعات الأخرى بالولاية، باعتبارها الثالثة في الموارد البشرية وتغطي خدماتها 10 بلديات شمالية وشمالية غربية وشرقية.