رئيس الجمهورية "عبد المجيد تبون"خلال ترأسه مؤخرا للمجلس الأعلى للأمن الوطني،نعيد القول بشكل جلي واضح ،أنه قد وضع النقاط على الحروف،وبصريح العبارة ،أكد أن الدولة لن تتسامح مع الانحرافات التي تقوم بها أوساط انفصالية وحركات غيرشرعية متعودة على الشغب،وأنه يجب التطبيق الصارم والفوري للقانون بدون أي لف وتهاون أو ديماغوجية..؟ قلنا في وقت سابق أن الهدف المنشود للرئيس، هو إرساء جمهورية جديدة بقواعد جديدة ،وأن الانطلاق نحو تحقيق ذلك يكون بدء من تعديل الدستور وقانون الانتخابات وقد كان ومرورا بالانتخابات التشريعية القادمة ثم المحليات بعد تعديل قانون البلدية والولاية ،وسيكون من أولوياته كذلك إعادة الاعتبار للمظلومين من طرف العصابة،بمعنى أن هناك فسحة أمل كبير وبنفس جديد يواكب بوادر الجمهورية الجديدة التي يأمل الجميع أن يرونها واقعا حيا ملموسا..؟
يقينا أننا نتجه نحو الجمهورية الجديدة أساسها الحراك الشعبي الشبابي وسيثبت أقدامها الخيرون من الجزائريين ذوي الخبرة ،وهذا بعد أن أتينا لسبب أو آخر على إنهاء الشرعية الثورية والخروج منها بسلام ،وهي التي حررت وحكمت الجزائر لأجيال ومنذ الاستقلال،والاتجاه نحو الشرعية الدستورية التي ستنطلق بداية على أيدي حكومة الرئيس الجديد منهجا وفكرا بمعنى على هؤلاء إعادة البناء وإرساء أسس الجمهورية الجديدة ،وهذه التشريعيات ليوم 12 جوان القادم،هي فرصة للتغيير المطلوب..!
وعليه ولتحقيق ذلك يجب أن نستند إلى سياسة أكثر واقعية وعقلانية الفعل والمطلب ومرحلية الخطوات ،وهذا حتى لا تتحول المطالبة بالتغيير الجذري إلى ردة فعل مؤقتة ما تلبث أن تزول معالمها ونعود إلى المربع الأول ،فتكون الانتكاسة ، وحينها سنحتاج إلى سنوات لإعادة البناء..؟ تحت الراية الوطنية الواحدة ،ستتحقق الآمال ويخيب ظن الحاقدين على الوطن،بشرط أن لا يكون الهدف من التغيير هو الإقصاء أوالانتقام،وإنما أن يكون هدفا ساميا،وهو إعادة البناء بإشراك الجميع وفي مقدمة ذلك الشباب المبدع،بعيدا على الحلول المؤقتة والخطب الرنانة الجوفاء،التي لا تسمن ولا تغني من جوع.؟!