إننا نتجه الجزائر الجديدة لا شك ،والتي سيرسي قواعدها هذا الحراك الشبابي وسيثبت أقدامها الخيرون من الجزائريين ذوي الخبرة ،وهذا بعد أن أتينا لسبب أو آخر على إنهاء الشرعية الثورية والخروج منها بسلام ،وهي التي حررت وحكمت الجزائر لأجيال ومنذ الاستقلال ،حيث لا أحد في إمكانه أن ينكر أو يتنصل منها ..؟ لكن إعادة البناء وإرساء أسس الجمهورية المنشودة ،لا يجب أن تستمد وحدها من الحراك الشعبي الشبابي المتميز بالحماسة والعاطفة وفورية التغيير وربما راديكاليته،وإنما يمكن أن تستند إلى سياسة أكثر واقعية وعقلانية الفعل والمطلب ومرحلية الخطوات ،وهذا حتى لا تتحول المطالبة بالتغيير الجذري والفوري والكلي إلى ردة فعل يفقد معها هذا الطابع السلمي لحراك الشارع ،ذلك أنه يمكن تعويض الخسائر الاقتصادية والمالية المترتبة كل عن مسيرة الجمعة ،لكن خسارة مواطن كيف لنا أن نعوضها.. ! التلاحم الشعبي وسلمية المسيرات أبهرت الداخل وحيرت العالم وحركت في نفسه حسدا دفينا،ويجب أن تبقى كذلك وإلا سوف ندخل في نفق مظلم ودوامة سحيقة لا يعلم متى الخروج منها إلا الله ،وهذا ما يريده ويعمل لأجله أعداء هذا الوطن والمتربصون به،فلا نتيح فرصة ولا نصغي لهم ،ولا نلتف إليهم أبدا ولا نصدق لهم قولا،هذا عرس الجزائر ضم الجميع وفي ظله وتحت رايتنا الواحدة ستتحقق الآمال ويخيب ظن الحاقدين..؟ يجب أن لا يكون الهدف من الحراك هو الإقصاء أو الانتقام ،وإنما أن يكون هدفا ساميا كما جاء في بيان أول وثيقة للثورة التحرير المجيدة،”إقامة الدولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية ذات السيادة ضمن إطار المبادئ الإسلامية”..! إن استعمال الحكمة والتعقل بات ضرورة وطنية ، خصوصا وأن نتائج الحراك تحققت بنسبة كبيرة في انتظار استكمال كل المطالب ،ولذلك من الأهمية بمكان وضع ثقة كبيرة في مؤسسة الجيش الوطني الشعبي التي ترافق وتدعم مطالب الشعب ،وذلك منذ الخطوات الأولى للحراك الشعبي ..؟ !