يقينا أننا نتجه نحو الجمهورية الثانية التي سيرسي قواعدها هذا الحراك الشبابي ويثبت أقدامها الخيرون من الجزائريين ذوي الخبرة . وهذا بعد أن أتينا لسبب أو آخر على إنهاء الشرعية الثورية والخروج منها بسلام ،وهي التي حررت وحكمت الجزائر لأجيال ومنذ الاستقلال وكان منها ماكان ،ولا أحد في إمكانه أن ينكر أو يتنصل منها ،لكن إعادة البناء وإرساء أسس الجمهورية الثانية التي ينشدها الجميع ،لا يجب أن تستمد وحده من الحراك الشعبي الشبابي المتميز بالحماسة والعاطفة وفورية التغيير . وإنما يمكن أن تستند إلى سياسة أكثر واقعية وعقلانية الفعل والمطلب ومرحلية الخطوات ،وهذا حتى لا تتحول المطالبة بالتغيير الجذري إلى ردة فعل يفقد معها هذا الطابع السلمي لحراك الشارع كل شيء ،وحينها نردد بحسرة.. وكأنك “يا بوزيد ما غزيت”..؟ سلمية المسيرات أبهرت الداخل وحيرت العالم ،ويجب أن تبقى كذلك وإلا سوف ندخل في نفق مظلم ودوامة سحيقة لا يعلم متى الخروج منها إلا الله ،وهذا ما يريده ويعمل لأجله أعداء هذا الوطن ،فلا نتيح فرصة ولا نصغي لهم ،ولا نلتف إليهم أبدا ولا نصدق لهم قولا،هذا عرس الجزائر ضم الجميع وفي ظله وتحت رايتنا الواحدة ستتحقق الآمال ويخيب ظن الحاقدين..! يجب أن لا يكون الهدف من الحراك هو الإقصاء أو الانتقام ،وإنما أن يكون هدفا ساميا كما جاء في بيان أول وثيقة للثورة التحرير المجيدة،”إقامة الدولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية ذات السيادة ضمن إطار المبادئ الإسلامية”وهو استكمال بتضحيات أصحاب الهمم العالية والنفوس الراقية ما بقي منها، خاصة وقد حققنا الكثير على امتداد سنوات الاستقلال..؟ لنأخذ العبرة من غيرنا ،وندرك أن ما بين يدي الشارع الآن فرصة، وأن ما عرضته السلطة القائمة ،من انتخابات رئاسية مرتقبة وقد حددت يوم 12 ديسمبر المقبل، يمكن أن تكون قاعدة ومشروع أمل وإعادة بناء، وفرصة لتنفيذ ما ينادي به الحراك المرافق دوما من الجيش..؟!