أشرف والي ولاية سوق أهراس "لوناس بوزقزة " على فعاليات إحياء الذكرى 63 لمعركة سوق أهراس الكبرى المصادفة ل 26 أفريل من كل سنة، وذلك بمعية نائب رئيس المجلس الشعبي الولائي، الأمين العام للولاية، السلطات المحلية الأمنية والمدنية، الأسرة الثورية، عميد جامعة محمد الشريف مساعدية، المندوب الولائي لوسيط الجمهورية المديرين التنفيذيين، وعدد من المواطنين والمنتخبين وفعاليات المجتمع المدني مراسم إحياء المناسبة انطلقت بالتوجه إلى مقبرة الشهداء ببلدية سوق أهراس، أين تم الاستماع للنشيد الوطني مع رفع العلم الوطني، ووضع أكليل من الزهور وقراءة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح شهدائنا الطاهرة، بالإضافة إلى الاستماع إلى كلمة الأمين الولائي لمنظمة المجاهدين بالمناسبة استعرض من خلالها إحدى محطات تاريخنا المجيد وثورتنا المظفرة التي بفضلها أصبح الشعب الجزائري حرا مستقلا. ليتم بعدها التوجه إلى بلدية الزعرورية أين تم إعطاء إشارة الانطلاق لمشروع الربط بالغاز الطبيعي لفائدة 400 عائلة بمشتتي الجليل وتامطماط وهو المشروع الذي خصص له غلاف مالي يتجاوز 11 مليار سنتيم في إطار التكفل باحتياجات المواطنين. وفي محطة ثالثة تمت تسمية المركب الرياضي الجواري الجديد بمخطط شغل الأراضي رقم 09 ببلدية سوق أهراس، باسم الشهيد "خوالدية الطاهر بن محمد" بحضور عائلة الشهيد التي تم تكريمها بالمناسبة، مع القيام زيارة لمختلف أجنحة هذا المرفق الرياضي الهام. وفي إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى دائما، على فعاليات حفل تسليم المفاتيح ل 214 مستفيد من السكن العمومي الايجاري ببلديات سافل الويدان وعين سلطان ولحنانشة وأولاد إدريس، وسط أجواء من الفرحة لدى المستفيدين. للإشارة يأتي هذا الحفل كانطلاقة للعملية الكبرى للإسكان التي أعلن عنها المسؤول الأول عن الهيئة التنفيذية بالولاية والمتضمنة 6600 وحدة سكنية بمختلف الصيغ مبرمجة للتوزيع خلال الشهر الفضيل. وقد اعتبر الأمين الولائي للمجاهدين "العربي أوذانية" أن معركة سوق أهراس الكبرى التي وقعت بمنطقة واد الشوك في 26 أفريل 1958 "جسدت قمة الوحدة والتلاحم والتفاني والإخلاص في حب الوطن"، حيث أن "تلك الواقعة بإستراتيجيتها الهادفة وأساليبها النادرة وشهدائها ومجاهديها تشكل كذلك قمة الوعي بالمسؤولية والتحلي بالجرأة والإقدام". وأضاف بأن تلك المعركة "زعزعت أركان المستعمر وآلاته الجهنمية وحطمت كبريائه على صخور جبال سوق أهراس الشاهقة" وكشفت كذلك عن "تجذر روح المقاومة في كل الفترات وفي كل ربوع الجزائر التي كللت بتاج الحرية والاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية". واعتبر أن تخليد هذه الذكرى يشكل "وقفة تأمل ومناسبة لاستحضار الأمجاد الأصيلة والبطولات التي خاض غمارها الشعب الجزائري ضد الوجود الاستعماري" مبرزا أنه "يتعين على الأجيال التي أثبتت دوما وعيها الوطني أن تبقى في تواصل مستمر بذاكرتها". ولبلوغ هذه الأهداف تحرص وزارة المجاهدين والدولة الجزائرية، على "ترسيخ القيم النوفمبرية المتعلقة بالتراث التاريخي والثقافي لترقية وتثمين الذاكرة الوطنية وتأمين الحضور الفاعل لتاريخ الثورة المجيدة في كل المجالات. ولزرع هذه القيم لدى شبابنا لربط التاريخ بالحاضر والمستقبل، تحرص الدولة الجزائرية، لتخليد مآثر الثورة المجيدة، على إنتاج وتوزيع الأفلام التاريخية والأشرطة الوثائقية، وطبع كتب تاريخية وتنظيم مسابقات تاريخية وثقافية ،وتنشيط ندوات علمية وملتقيات وطنية ودولية فضلا عن تسجيل شهادات حية لمجاهدين وتشجيع الدراسات والبحوث التاريخية وكل هذا بهدف الحفاظ على الذاكرة التاريخية للأمة. وفي ذات السياق سبق وأن كتب أستاذ التاريخ جمال ورتي من جامعة سوق أهراس مقالا بعنوان "معركة سوق أهراس الكبرى (26 أفريل 1958) بين الوثائق والرواية"، الذي صدر عن المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، تناول فيه التقسيم الإداري والعسكري الذي اعتمدته قيادة الثورة لمنطقة سوق أهراس مكان تواجد القاعدة الشرقية، ووضعية جيش التحرير قبيل المعركة ووقائع هذه الأخيرة وتعداد القوات الفرنسية المشاركة فيها، وكذا الدروس المستفادة من هذه المعركة الشهيرة. في هذا الصدد، أبرز الأستاذ الجامعي أهمية منطقة سوق أهراس بالنسبة للسلطات الاستعمارية كونها قريبة من الحدود الجزائرية – التونسية، أين واجهت وحدات جيش التحرير الوطني أعنف وأشرس فرق الجيش الفرنسي في عدة معارك، حيث تم تقسيم عمالة قسنطينة إلى منطقتين، موضحا أن التقسيم الإداري الذي اعتمدته قيادة الثورة لمنطقة سوق أهراس، يمتد من الشمال الشرقي من الجزائر وجبل بوخضرة جنوبا والحدود التونسية من المريج إلى عين باب البحر شرقا، وتمتد غربا لغاية الناظور فالكاف ثم سدراتة. وأضاف في هذا السياق، أنّ القاعدة الشرقية شهدت منذ نشأتها سنة 1956 عدة تطورات في نظامها الإداري العسكري، حيث تمّ تكوين الفيلق الرابع بداية 1958 بالقواعد الخلفية وباشر في تدريبه في فيفري من نفس السنة، مع تدريب مجاهدي الولاية الثانية الموجودين على الأراضي التونسية بما يتناسب والمهمات التي ستسند إليهم مستقبلا، والمتمثلة في قتال العدو وتخريب المنشآت العسكرية وتأمين مرافقة قوافل المجاهدين القادمين من الولايات والعائدين إليها، خاصة في عملية عبور الخطوط المكهربة. ومعركة سوق أهراس الكبرى ليست حلقة مفقودة من مسار الثورة التحريرية، بل توضع في إطار الإستراتيجية التي اعتمدها جيش التحرير الوطني فهي أمّ المعارك. لعريبي لزهر