من البوادر الحسنة والتي تعتبر فأل حسن على الوطن واستقراره ،أن رئيس الجمهورية "عبد المجيد تبون" قد فتح ذراعيه للحوار بهدف إرساء جمهورية جديدة بقواعد جديدة ،وأن الانطلاق نحو تحقيق ذلك يكون بدء من تعديل الدستور وقانون الانتخابات ،وسيكون من أولوياته كذلك في الأيام الأولى لحكمه إعادة الاعتبار للمظلومين من طرف العصابة،بمعنى أن هناك فسحة أمل كبير وبنفس جديد ستنطلق بهما الجمهورية الجديدة وليس هناك استمرارا للخامسة كما يعتقد الكثير من الناس ..؟ يقينا أننا نتجه نحو الجمهورية الجديدة أساسها الحراك الشعبي الشبابي وسيثبت أقدامها الخيرون من الجزائريين ذوي الخبرة ،وهذا بعد أن أتينا لسبب أو آخر على إنهاء الشرعية الثورية والخروج منها بسلام ،وهي التي حررت وحكمت الجزائر لأجيال ومنذ الاستقلال ،والاتجاه نحو الشرعية الدستورية التي ستنطلق بداية على أيدي حكومة الرئيس الجديد منهجا وفكرا بمعنى على هؤلاء إعادة البناء وإرساء أسس الجمهورية الجديدة التي ينشدها الجميع بعد هذا الاستحقاق الرئاسي الذي فوض الشعب من خلاله الرئيس المنتخب صلاحية هذه المهمة النبيلة والوطنية.. ! وعليه ولتحقيق ذلك يجب أن نستند إلى سياسة أكثر واقعية وعقلانية الفعل والمطلب ومرحلية الخطوات ،وهذا حتى لا تتحول المطالبة بالتغيير الجذري إلى ردة فعل مؤقتة ما تلبث أن تزول معالمها ونعود إلى المربع الأول ،فتكون الانتكاسة لا قدر الله، وحينها سنحتاج إلى سنوات للترميم وإعادة البناء ..؟ هذا عرس الجزائر ضم الجميع وفي ظله وتحت رايتنا الواحدة ستتحقق الآمال ويخيب ظن الحاقدين من داخل الوطن وخارجه ، و أن لا يكون الهدف من التغيير الجديد هو الإقصاء أو الانتقام ،وإنما أن يكون هدفا ساميا هو إعادة البناء بإشراك الجميع وفي مقدمة ذلك الشباب الوطني القادر على العطاء والإبداع ،بعيدا على الحلول المؤقتة والخطب الجوفاء والمحاباة ،وتغيير الوجوه ومرحلة بمرحلة ،كل ذلك لن ينفع البلاد أبدا..؟