عاشت الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها منذ أسبوع مضى،ليلة أضاءت لها السماوات والأراضي،إنها ليلة مولد خير البرية محمد بن عبد الله المبعوث رحمة للعالمين ،عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام ..؟ جاءت بعثته (ص) والعالم حينها يعج بالظالمين والمقهورين ،يستعبد فيهم القوي الضعيف،فلا حرمة ولا رحمة من كبير على صغير،المرأة تباع وتشترى والبنت تؤد،والقبائل في تطاحن متواصل لسنوات لأسباب تافهة،بل وأكثر من هذا شعوب تذل شعوبا باسم الكهنوت والمسيح،والغلبة لمن يملك الجيوش الجرارة التي تغير وتحتل أمما خارج مناطقها الجغرافية والإقليمية لقرون،كما حصل مع العرب حين احتلتهم الفرس واستعبدتهم وأذلتهم لقرون،وكذا الحال فعلت الروم مع سكان وشعوب شمال أفريقيا لعدة قرون من الاحتلال والهوان والتنكيل..! لقد كان مولده إيذانا ببعثته صلى الله عليه وسلم والتي كانت انتصارا للضعفاء وإعادة الحقوق إلى المستضعفين في الأرض والمقهورين من النساء والولدان بل وكل إنسان على أديم هذه الأرض هو معني برسالته وهداه ونصرته له،وإن اختلفت الظروف من حيث الزمان و المكان..؟ لقد كان صاحب الرسالة محمد (ص) صاحب خلق عظيم ونفس كبيرة ومبدأ لا يحيد عنه رغم المغريات والتهديد بالقتل والنفي،إلا أنه كان في مستوى المهمة الموكلة له من قبل الله جل جلاله،حيث هو أعلم أين يضع رسالته الخاتمة..! فما أحوج العالم إليه اليوم ،الذي يتقاتل الناس فوق ربوعه دون أن يراعوا للدماء والأنفس حرمة،ودون أن يهتدوا إلى الدين القويم الذي جاء به خاتم الأنبياء وبتعاليمه السمحاء التي أعادت للبشرية آدميتها وإنسانيتها التي فقدت مع ابتعادها عن هدى الإسلام وأخلاق صاحب الرسالة..؟ إنه الرحمة والعدل والمساواة والخلق الرفيع الذي ختم به الله جل شأنه آخر رسالة السماء إلى الأرض ،والتي بفضلها وبفضل هدى رسولها ساد المسلمون الأرض ويلغوا عنان السماء،فلك منا يا رسول الهدى كل التحيات والصلوات والسلام ،من يوم أن خلق الله الخلق إلى أن يرث الأرض والسماوات وما بينهما..؟!