صنعت عمليات إجلاء الرعايا التي باشرتها الجزائربتاريخ 24 أفريل الجاري، من الأراضي السودانية،الحدث ليس فقط على المستوى المحلي أو العربي، بل أصبح صداها عالمي. العمليات التي أمر بها رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون، تضمنت إجلاء أعضاء جاليتنا الجزائرية، و كل رعايا الدول الشقيقة والصديقة في مقدمتهم الإخوة الفلسطينيين والسوريين،حرصا على أمنهم وسلامتهم،عقب تدهور الأوضاع الأمنية المؤسفة في البلد الشقيق في السودان. وكان قد وصل إلى مطار هواري بومدين الدولي الرعايا الجزائريين وعائلاتهم الذين تم إجلاؤهم من السودان إلى أرض الوطن،قادمين من مطار بورتسودان على متن طائرة عسكرية تابعة للجيش الوطني الشعبي الحدث يمكن أن يحلل من خلال عديد المعطيات المسألة الأولى الأكثر دلالة ، وهي أن الجزائر لا تتخلى عن الجالية الجزائرية في الخارج خاصة في الظروف الصعبة, وأن "عملية الإجلاء التي تمت بنجاح جاءت بناء على أوامر الرئيس، وتدخل ضمن المبادئ الراسخة للدولة الجزائرية.وان النجاح فيها، تحقق بفضل الخبرة التي اكتسبتها الجزائر في مجال حماية أمن مواطنيها في أصعب الظروف و في كل الأمكنة". من حيث الدعم اللوجستيكي: فالسفارة الجزائرية تحملت تكاليف الرحلة كاملة، رغم ارتفاع أجرتها إلى أضعاف مضاعفة.ومن جهة أخرى تم تسخير كل الإمكانيات اللازمة للتكفل بهؤلاء الرعايا, من خلال حجز فنادق مخصصة لإقامتهم, وتوفير كل وسائل النقل المتاحة ومرافقتهم حتى منازلهم في مختلف أنحاء الوطن". الإقدام على تحدي الصعاب في السراء والضراء، وهنا وصف المحللون الحدث على انه "مغامرة"، وبان الجزائريين إنما كانوا وإ ينما حلو" لا يخشون شيئا عندما يتعلق الأمر بالإنسانية،فالحافلة انطلقت بالعلم الجزائري وسط الاشتباكات والنيران والتحليق الجوي المكثف، وقطعت رحلة طويلة استمرت لنحو عشرين ساعة حتى وصلوا إلى مدينة بورسودان على البحر الأحمر. روح الأخوة مع الفلسطنيين، وهو ما ذهب اليه المؤرخ واللغوي الدكتور أسامة الأشقر، حين قال بأن "السفير الجزائري بالسودان لم يقبل أن يوصف الفلسطينيون بالأجانب، بل أصر على وصفهم بالجزائريين". روح المساواة بين البشر من جهة وبين الجزائريين من جهة أخرى،وتبين هذا من خلال موقف السفير الجزائري الذي اطمأن على إجلاء المواطنين الجزائريين في الحافلة الأولى، ثم ركب هو وطاقم السفارة وعائلاتهم في الحافلة الثانية التي تحمل "الفلسطينيين الذين انقطع بهم السبيل وتعرضت مناطق سكناهم للاستهداف ". المواقف الثابتة إزاء دولة فلسطين والشعب الفلسطيني،بالمواقف المشرفة ،مما يعكس السياسية الشجاعة والمشرفة للسيد عبد المجيد تبون، ودعم فلسطين في كافة المحافل الإقليمية والدولية. الموقف الإنساني للدولة الجزائرية،يعد إشارة "رمزية" لروح التضامن العربي، والوقوف صفا واحدا في مواجهة التحديات التي تواجه الأمة العربية، والدفاع عن قضاياها وليس فقط مع الفلسطينيين والسوريين وإنما في كثير من المواقف التي شهدتها التجارب السابقة مع كل الدول العربية.