أكد الروائي واسيني الأعرج، أن منجزه الروائي على مدار سنوات طويلة تميز بانتقاله التدريجي في الكتابة الإبداعية من تناول قضايا وتيمات وطنية تتعلق بالثورة التحريرية والمجتمع الجزائري ثم عربية ووصولا إلى الانشغال بالقضايا الإنسانية بأبعادها العالمية. وأوضح واسيني الأعرج، خلال تكريمه بالمكتبة الوطنية من طرف وزيرة الثقافة والفنون, صورية مولوجي، في إطار لقاء "منتدى الكتاب"، أن رحلته الإبداعية الممتدة على مدار "40 عاما تميزت بتناولها, وعلى غرار كتابات مبدعي جيله، قضايا الثورة التي كان مسكونا بها"، مبرزا أن "والده الشهيد كان دائم الحضور في نصوصه الأولى". واستعرض واسيني الأعرج أهم مراحل تجسيد مشروعه الروائي الأخير والموسوم ب "حيزيا" وما أثاره من نقاش قبل صدوره، معتبرا ذلك "حالة صحية تؤكد اهتمام القراء بالتراث والذاكرة التراثية", ولافتا إلى أن شخصية "حيزية" ملحمة إنسانية لا تقل قيمة عن النصوص العالمية ..". ودعا الروائي إلى تقديم عمل فني أوبرالي حول هذه الشخصية لما تمثله من "قيمة تاريخية في المخيال والذاكرة الشعبية"، مضيفا بخصوص الترجمة في المجال الأدبي، أنه "يرفض استخدام مصطلح الخيانة بل يفضل بدله مصطلح المشاركة، لأن المترجم بدوره يتحول إلى مبدع ينقل للقارئ عمق النص وقوته الداخلية لكن باحترام النص والسياقات". وقالت وزيرة الثقافة والفنون عقب تكريمها لواسيني الأعرج، بحضور عدد من الأسماء الأدبية، أن الاحتفاء به "في إطار منتدى الكتاب, هو احتفاء بقامة أدبية وأحد أعمدة الرواية الجزائرية والعربية والعالمية, نظير ما قدمه من أعمال افتكت عديد الجوائز العالمية".